الضغط النفسي جزء من حياة الإنسان، الغريب في الأمر أنه كمصطلح لم تعرفه البشرية إلا أواخر عام 1950، بواسطة طبيب الغدد هانز سيلي، رغم أنه موجود منذ هبوط الإنسان إلى الأرض، كان يشعر به ولا يعرف تفسيره، المشكلة حينما يكون الضغط النفسي ناتجا عن طبيعة عملك، عندها يكون هو قدرك، وهذا من شأنه أن يعرض صحتك للخطر، إذا لم تستطع التعامل معه بشكل جيد، فالضغوطات التي لا تستطيع التخلص منها يمكن أن تهلكك.

ولكن هل هناك حقاً مهنٌ تستهلك أصحابها أكثر من غيرها؟ للأسف نعم، فكل وظيفة مرتبطة بحياة الناس ومصيرهم، هي وظائف تحمل مقدارا كبيرا من الضغط النفسي، فالأطباء - بالذات الجراحون وأطباء الأقسام الحرجة - طبيعة عملهم ونوعية الحالات المرضية التي يواجهونها تجعلهم تحت الضغط، وكذلك العسكريون لعظم مسؤوليتهم، فهم مسؤولون عن أمن البلاد والعباد، وفي الدرجة الثانية تأتي المحاماة والصحافة والإعلام، فهذه الأعمال لا تعترف بوقت محدد، فمن الممكن جداً أن يقضي المحامي يومه يدرس قضية ويجمع أدلتها ويكتب صحيفة دعوتها، المحاماة تحدد مصير إنسان، إمّا أن تنتشله من أزمته أو تغرقه فيها، وهنا يكمن ضغط المهنة، كون أن مصير إنسان يعتمد عليها، أما العمل في الصحافة فهو أن تأتي بالخبر للقارئ قبل أن يرتد إليه طرفه، أن تكون متوفراً، وحاضراً بكل قواك العقلية والنفسية دائماً، يعني أن تكون ذا نفس طويل، وإن نفذ صبرك.

بالطبع هناك وظائف أخرى من مساوئها رفع معدل الضغوطات النفسية كالتعليم، بالمقابل هناك وظائف يقل فيها معدل الضغط أو الإجهاد النفسي، وهذا لا يعني أن كل واحد منّا يغير وظيفته وينسى شغفه ابتعاداً عن الإجهاد النفسي، فلا يمكن لطبيب جراح أن يصبح أخصائي تغذية مثلاً، ولكن علينا أن نعرف كيف ندير هذا الإجهاد النفسي، لأن استمرار هذا الإجهاد سيسبب أمراضاً عضوية مثل القولون العصبي، ارتفاع ضغط الدم، مرض السكري، و أمراض الجلد كالصدفية والثعلبة، أو يسبب أمراضاً نفسية كالاكتئاب.

ومن علامات الإجهاد النفسي؛ صعوبة الاسترخاء، الانفعال السريع وتقلب المزاج، الشعور الدائم بالإرهاق والتعب، صداع وعدم القدرة على التركيز وكثرة النسيان، اضطراب المعدة وتغيرات في الشهية وآلام في الجسم، وتسارع في نبضات القلب من وقتٍ لآخر، زيادة معدل تناول القهوة و تدخين عدد أكبر من السجائر.

إذا كنت تعاني من أحد هذه الأعراض فعليك أن تتوقف، وتأخذ نفساً عميقاً وتعيد حساباتك، فأنت تعمل لتعيش لا تعيش لتعمل، وحتى لا تموت ناقص عمر إليك هذه التوصيات:

تعلم أن تقول لا، حينما لا تستطيع، تقبّل أنه لا يمكنك دائماً القيام بالمهام بشكل مثالي.

توقف عن العمل، خطط لإجازتك مبكراً، لا ترتبط بعمل أو بمهام أو بمعنى آخر تحرر من قيودك.

3. مارس تمارين التنفس، ما بين شهيق عميق وزفير بطيء و ركز على تنفسك، تستطيع أن تفعل ذلك في أي مكان أو وقت تشعر فيه بالتوتر، ممكن استخدام فواحات برائحة الحوامض فهي تساعد على الاسترخاء، وإن لم تجد فقشر برتقالة، استرخِ بأبسط حاجة.

4. اضحك، حتى لو بدون سبب، اطمئن فهذا ليس من قلة الأدب، فالضحك يخفض ضغط الدم ويعزز القدرة على مقاومة الأمراض.

5. مارس الرياضة، واجعلها جزءا من يومك، اسبح، اركض أو ارقص، واليوغا تمرين يساعدك على الاسترخاء.

6. نم جيداً أثناء الليل، أكثر من شرب الماء ليس أقل من ٨ أكواب يومياً، اختر الطعام الصحي، ابتعد عن السكريات والدهون، أكثر من مصادر البروتين وفيتامين سي والمغنيسيوم و أوميغا 3.

7. تحدث إلى نفسك، فأنت أفضل مستمع لك، صدقني هذا ليس جنوناً، بل منتهى العقل.

.8 حاول أن تأخذ قسطاً من الراحة في عملك لمدة 15-20 دقيقة لشحن طاقتك، اقضها في القراءة الحرة أو حل الكلمات المتقاطعة، أو مارس تمارين التنفس.

كن بخير واعمل بذكاء لنتائج أفضل.