فيما وصل عدد الحالات الموثقة للإصابة بجدري القرود إلى أكثر من 17 ألف حالة في 70 دولة حول العالم، كشفت دراسة حديثة أن 29% من الأشخاص الذين شُخصوا بجدري القردة أصيبوا عن طريق الاتصال الجنسي.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية أنّ تفشي المرض يمثل حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقًا دوليًا.

وفي سلسلة الحالات الدولية لمجلة «نيو إنغلاند» الطبية، شكل المثليون وثنائيو الجنس 98% من المصابين بجدري القرود، فيما شكل انتقال العدوى المرتبط بالنشاط الجنسي نسبة 95% من الحالات المسجلة.

وقالت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها إنّ «الغالبية العظمى» من الحالات في أمريكا هي لـ«رجال يمارسون الجنس مع رجال، بمتوسط ​​عمر ناهز 36 عامًا».

ويعد الأفراد الأكثر عرضة لخطر الإصابة حاليًا هم الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال، ويمارسون الجنس مع شركاء متعددين أو مجهولين.

تفشٍ وأعراض

ينتقل جدري القرود بشكل أساسي بين البشر من خلال الاحتكاك الجلدي المباشر لفترة طويلة، حيث يمكن أن تنتشر العدوى به من خلال الاتصال الجسدي الوثيق، مثل التقبيل والمعانقة والجماع، كما يمكن نقله عبر التقرحات التي تنتشر على ملاءات الفراش والمناشف وسواها مما يمكن أن ينقل الفيروس للآخرين.

وغالبًا ما تكون أعراض الإصابة به في البداية معاناة من الصداع، وآلام العضلات، والإرهاق العام، وكذلك تضخّم العقد اللمفاوية، ثم الإصابة بطفح جلدي يتطور إلى بثور أو قروح، يمكن أن تنتشر في أنحاء الجسم، أو في جزء واحد فقط.

ونشرت مجلة «نيو إنغلاند» الطبية دراسة عاينت 528 إصابة في 43 موقعًا داخل 16 دولة، ووجدت أن الأعراض الأكثر شيوعًا هي الحرارة، والتعب، وآلام العضلات، وتورم العقد اللمفاوية، كما شوهد لدى جميع المصابين تقريبًا طفح جلدي مصحوب ببثور.

تاريخ المرض

اكتشف جدري القرود لأول مرة لدى القرود عام 1958، رغم أنّ الحيوانات المضيفة المعتادة له هي القوارض والثدييات الصغيرة الأخرى.

وانتقل للمرة الأولى من الحيوان إلى البشر عام 1970، في شرق إفريقيا.

وحسب منظمة الصحة العالمية فإن التفشي الأخير للمرض قتل ما بين 3 و6% من المصابين به.

مخاوف جدية

في مطلع يوليو الماضي دعت منظمة الصحة العالمية إلى «تحرك عاجل» للحد من تفشي جدري القرود في أوروبا مع ازدياد عدد المصابين ثلاثة أضعاف خلال الأسبوعين الأخيرين من يونيو في القارة.

وقال مدير منظمة الصحة في أوروبا هانس كلوجه «من الواجب القيام بتحرك عاجل ومنسق إذا أردنا إحداث تغيير في السباق ضد تفشي المرض».

وأفادت معطيات منظمة الصحة أن أوروبا سجلت أكثر من 4500 إصابة مؤكدة (حتى مطلع يوليو)، أي أكثر بـ3 أضعاف مما سُجل حتى منتصف يونيو.

ويشكل هذا العدد 90% من الإصابات التي أحصيت في العالم منذ منتصف مايو حتى مطلع يوليو، حين بدأ هذا المرض الذي كان محصورًا بـ10 دول إفريقية يتفشى في أوروبا.

وباتت أوروبا بؤرة لانتشار جدري القرود، وقد تم تسجيل إصابات بهذا المرض في 31 بلدًا أو منطقة أوروبية.

أرقام مخيفة

توقعت منظمة الصحة العالمية في أوروبا أن يصل عدد الإصابات حتى تاريخ السبت 2 أغسطس إلى ما يزيد على 27 ألفًا في 88 دولة، ارتفاعًا من 17800 حالة في نحو 70 دولة في أحدث إحصاء، مع توقعات أن يستمر انتشار العدوى لعدة أشهر وربما لفترة أطول.

ويقول الخبراء إن الانتشار الراهن قد يؤدي إلى تحورات في الفيروس تجعله أكثر فاعلية في التفشي بين البشر.

وكان علماء ألمان أصدروا دراسة وجدت تحورات في واحدة من 47 حالة إصابة، وخلصوا إلى أنها قد تساعد على انتشار الفيروس بسهولة أكبر.

17800إصابة بجدري القرود

70دولة سجلت إصابات

%29 من المصابين أصيبوا عن طريق الاتصال الجنسي

%98 من حالات الإصابة طالت المثليين وثنائيي الجنس

%95 من حالات انتقال العدوى ارتبطت بالنشاط الجنسي

أعراض المرض الأكثر شيوعا الحرارة

التعب

آلام العضلات

تورم العقد اللمفاوية

طفح جلدي مصحوب ببثور