جدد بدء العام الدراسي النظر إلى التباين العددي الملحوظ لمدارس البنين والبنات في الأحياء العشوائية مقارنة بنظيرتها في الأحياء الحديثة في مدينة مكة المكرمة، وهو تباين يقلق أولياء أمور الطلاب، ويثير كثيرًا من التساؤلات حول رؤية المعنيين في الشأن التعليمي في المدينة، وذلك على الأخص لجهة استمرارهم في التوسع العددي للمدارس في بعض الأحياء العشوائية التي ستدخل حيز التطوير خلال الفترة المقبلة، فيما لا يلبي عدد المدارس الحاجة المتزايدة لها في الأحياء الجديدة والطرفية. الملاوي العشوائي والـ10 مدارس يعد حي الملاوي من الأحياء العشوائية القديمة الملاصقة للمسجد الحرام من الناحية الشرقية، ولم يعد يفصل بينه وبين ساحات التوسعة المجاورة للمسعى سواء الجزء الصغير المتبقي من شعب عامر.

وغادر معظم سكان الملاوي إلى الأحياء الجديدة، ويسكن ثلث مبانيها كثير من المقيمين، والثلث الآخر غير مأهول بالسكان، لهذا من المستغرب وجود أكثر من 10 مدارس في هذا الحي العشوائي القديم، خصوصًا وأن هناك أحياء حديثة بحاجة إلى مزيد من تلك المدارس. مفارقة غريبة يقول شاكر الشريف، وهو أحد أولياء الأمور: «حي الملاوي من الأحياء العشوائية في مكة المكرمة، وفي مدخله حاليًا مدرسة بنين ابتدائية، ربما تُفتتح خلال أشهر قادمة مدرسة محمد بن القاسم القديمة، وهناك مدرسة ابتدائية أخرى قديمة ما زالت تحتفظ باسمها التاريخي (حراء) الابتدائية للبنين، وهناك متوسطة الزبير بن العوام للبنين تقع في واجهته الرئيسة، وهناك مجمع زبيدة التعليمي للبنات الذي يضم 4 مراحل التمهيدي والابتدائي والمتوسطة والثانوي، ومدرسة بنات أخرى ابتدائية ومتوسطة في مبنى واحد تتوسط طلعة الملاوي شعب عامر، ومدرسة بنات ابتدائية ومتوسطة في طلعة ريع مسكين -الروضة، فهل يعقل أن الحي الذي هجره معظم سكانه يحتاج هذا العدد من المدارس».

وأضاف: «كل تلك المدارس إما أنها تعمل بكامل طاقتها التشغيلية لخدمة طالبات وطلاب من أحياء متفرقة معظمهم من خارج حي الملاوي، أو أن هناك عددًا كبيرًا من الفصول الشاغرة والمهملة فيها، ولا بد من الوقوف عليها لإعادة تنظيمها وتوزيعها العددي بما يتناسب وطاقة الحي، وليس وفقًا للقادمين من خارجه، وذلك بدلا من زيادة عدد الفصول في المدارس المكتظة، فوجود 10 مدارس في حي عشوائي سيكون خلال الفترة القادمة ضمن الأحياء المزالة يعد هدرًا لا مبرر له.

وليس من المنطق أن تكون هناك مدرسة بنات مشتركة ابتدائي ومتوسطة في طلعة الشعب، وبالقرب منها مجمع زبيدة التعليمي (تمهيدي وابتدائي ومتوسط وثانوي)، وهناك في ريع مسكين الروضة مجمع تمهيدي وابتدائي ومتوسط بنات، وتوجد أحياء جديدة كمخططات الشرائع وجبل النور والخضراء ما زالت بحاجة إلى مزيد من المدارس لتخفيف الضغط العددي على فصولها التي تعاني التكدس». المتاحة». متوسطة شارع الأربعين يرى المواطن محمد العتيبي أن «الحال لا يشمل مدارس الملاوي العشرة، بل أيضا جبل النور، فهناك مدرستان ابتدائيتان متلاصقتان في شارع الأربعين، تخدم الأولى بنات الحي، لكن الأخرى لا نعرف أنها تخدم طالبات أي من الأحياء، ولو استبدلت أحدهما بمدرسة متوسطة لخدمة الحي لكان ذلك أجدى وأحق، لكن على ما يبدو أن التخطيط في إدارة تعليم مكة المكرمة له معايير مختلفة غير واقع احتياجات كل حي».

وأضاف: «إن وقوف مدير التعليم بنفسه على تلك المدارس سيكون خطوة مهمة نحو تصحيح واقعها العددي مع ما يتلائم مع احتياجات الحي، فسكان الأحياء العشوائية المزالة قبل أشهر معظمهم غادروا إلى الأحياء الطرفية، وليس إلى أحياء المنطقة المركزية كالملاوي وجبل النور والروضة، بل إن التوازن العددي للمدارس في كل حي يجب أن يرتبط بالإحصائيات والبيانات والأرقام العددية للفئات العمرية المستهدفة، وليس بالمشاريع التي نفذت داخل أحياء عشوائية ستزول ضمن مشاريع التطوير». التكدس العددي طالب عبدالله المطرفي ـ مواطن ـ بإعادة تقييم واقع بعض المدارس من ناحية أعداد الطلاب والطالبات في الفصول، ونقل المدارس الزائدة عن حاجة الأحياء الحقيقية، كما هو حال مدارس الملاوي إلى أحياء مخططات الشرائع والخضراء للاستفادة منها ولو في فترة ما بعد الظهيرة لخدمة الطلاب، فمكة المكرمة صغيرة جغرافيا، ولن يتأثر أحد من المعلمين أو المعلمات أو الإداريين من انتقال مدارسهم من حي الملاوي إلى أحياء تستحق افتتاح مدارس جديدة. مدارس جديدة بين سعيد الزهراني أن إعادة توزيع أعداد المدارس، خصوصًا مدارس البنات سيخفف من التكدس العددي في فصول بعضها، فهناك مدارس بحاجة إلى افتتاح فصول جديدة، ويمكن دعمها بمعلومات تلك المدارس التي لا جدوى من استمرارها طالما هي زائدة عن حاجة الحي الذي تقع فيه. استيعاب كبير بدوره، أكد المتحدث الرسمي للإدارة العامة للتعليم في منطقة مكة المكرمة طلال الردادي لـ«الوطن» أنها تعمل حاليًا على تنفيذ عدد من المشاريع التعليمية الجديدة من خلال شركة تطوير المباني في مخططات ولي العهد والنوارية والشرايع والضواحي الطرفية، وستسهم في استيعاب أعداد كبيرة بعد معالجة الأحياء العشوائية.