تمثل مقدمات العلامة المحدث اللغوي السيد أحمد صقر (1915- 1989) للكتب التي تولى تحقيقها، مساحة معرفية ثرة في فضاء الثقافة العربية، ويتمثل هذا الثراء في تبيان هذه المقدمات التي جمعها وأعدها أحمد بن موسى الحازمي، قيمة كل كتاب حققه صقر، وتشرح فكرته وتكشف حقيقته.

امتازت المقالات (المقدمات) - بحسب الحازمي في مقدمته - بغزارة المادة، وعمق الفكرة، ودقة الاستنباط، وروعة البيان، وظهرت فيها شخصيته واضحة المعالم، بينة القسمات، والتي تحمل في أطوائها الكثير من الجدة والإبداع، والأفكار والآراء. والتي حوت من خبايا العلوم وكنوز المسائل ما أدهش كل مطلع، ناهيك عن أسلوبها الجزل المشرق الرصين.

مبررات الجمع

ما دفع الحازمي لجمع مقدمات السيد أحمد صقر – علاوة على قيمتها العلمية - بحسب قوله: هو أن تلك التحقيقات أصبحت اليوم في حكم المفقود أو النادر، وبعضا منها طبع طبعات حكومية محدودة التوزيع والبعض الآخر لم يكمل تحقيقه، فأعيد تحقيقه بعد ذلك في ظروف أفضل مما كانت عليه في زمان السيد أحمد صقر -رحمة الله عليه - فلربما سدت مسدها من أجل ذلك كله أصبح من المتعذر والعسير الوقوف على تلك النوادر والنكت واللطائف التي حوتها تلك المقدمات إلا للخاصة من أهل العلم..

وصنف الحازمي المقدمات إلى أربعة أقسام منها، في علوم القرآن الكريم وهي: مقدمة تحقيق إعجاز القرآن للباقلاني، ومقدمة تحقيق تأويل مشكل القرآن ومقدمة تحقيق تفسير غريب القرآن، كلاهما لا بن قتيبة والمقدمة الرابعة هي لتحقيق أسباب نزول القرآن للواحدي. أعظم نقاد الأدب العربي حوى الكتاب أيضًا ست مقدمات في مجال السنة النبوية: وهي مقدمة فتح الباري لابن حجر، ومقدمة تحقيق شرح السنة للبغوي، ومقدمة تحقيق الإلماع للقاضي عياض، ومقدمة تحقيق معرفة السنن والآثار ومقدمة تحقيق مناقب الشافعي، ومقدمة تحقيق دلائل النبوة، والثلاثة الأخيرة للبيهقي.

وقال الحازمي إن هناك أربعة كتب حققها السيد أحمد صقر إلا أنه لم يكتب لها مقدمات وهي: كتاب الهوامل والشوامل وكتاب (البصائر والذخائر)، كلاهما لأبي حيان التوحيدي، إذ كان التحقيق من نصيبه وكتابة المقدمة من نصيب الدكتور أحمد أمين والكتاب الثالث هو الصاحبي لابن فارس، فإنه لم يكمل التحقيق، فطبع الكتاب بمقدمة مختصرة من صنع الناشر والكتاب الرابع هو (الموازنة بين أبي تمام والبحتري للآمدي؛ فإنه تعلله أخرج مجلدين فقط، صدرهما بمقدمة مختصرة اقتصر فيها على ذكر مزية طبعته على الطبعات السابقة للكتاب، على أن يكتب مقدمة تحليلية للكتاب وللمؤلف إذا أخرج الجزء الأخير، وفي هذا يقول: إن الآمدي أعظم نقاد الأدب العربي، وإمامهم الذي لا يُضارع ولا يُجارى.

المقدمات المنشورة:

مقدمة إعجاز القرآن للباقلاني

مقدمة تأويل مشكل القرآن، لابن قتيبة

مقدمة تفسير غريب القرآن، لابن قتيبة

مقدمة أسباب النزول للواحدي

مقدمة فتح الباري، لابن حجر

مقدمة الإلماع، للقاضي عياض

مقدمة دلائل النبوة، للبيهقي

مقدمة معرفة السنن والآثار، للبيهقي

مقدمة مناقب الشافعي، للبيهقي

مقدمة شرح السنة للبغوي

أحمد صقر

وُلِدَ في عام 1915، في قرية صفط تراب

إحدى قرى مصر

توفي بالقاهرة عام 1989

تخرج في كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر عام 1994

عمل مدرسا للأدب العربي بمدارس الأزهر

ذاعت شهرته في تحقيق التراث فعين مدرسا بكلية أصول الدين بالأزهر.

درس في كلية الشريعة بجامعة أم القرى لمدة 10 سنوات تقريبًا.

عُين أمينًا عامًا مساعدًا لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر عام 1967

عضو في بعض اللجان العلمية:

لجنة إحياء التراث بوزارة الثقافة

لجنة إحياء أمهات كتب السنة بالمجلس الأعلى بالشئون الإسلامية

دار إنتاجه في تحقيق النصوص التراثية ونشرها

كتابة بعض المقالات النقدية

لطائفة من كتب التراث

أبرز تحقيقاته

1 - إعجاز القرآن للباقلاني مجلد واحد

دار المعارف بمصر، 1954.

2 - تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة

مجلد واحد 1954.

3 - تفسير غريب القرآن لابن قتيبة مجلد واحد 1958.

4 - أسباب النزول للواحدي مجلد واحد دار الكتاب الجديد، 1389- 1969.

في علوم السنة النبوية:

فتح الباري لابن حجر 1970.

الإلماع للقاضي عياض 1970.

معرفة السنن والآثار للبيهقي 1970.