ثمة قواسم مشتركة بين هايتي وهاتاي رغم البعد الجغرافي، وعدا التشابه في الحروف والاختلاف في الترتيب، أهمها الزلزالان المدمران اللذان وقعا بهما ولم يفصل بينهما سوى عشر سنوات أو أكثر قليلا، فماذا تعرف عنهما ؟!

هايتي أو جمهورية هايتي دولة تقع على ثلث جزيرة هيسبانيولا في جزر الأنتيل الكبرى في البحر الكاريبي وتبلغ مساحتها 27.750 كم2.

وقع زلزال هايتي في 12 يناير 2010 وبلغت قوته أكثر من 7.2 درجات على مقياس ريختر، راح ضحيته أكثر من 300.000 قتيل وثلاثة ملايين جريح وخسائر مادية كبيرة.

أما هاتاي أو محافظة هاتاي في جنوب تركيا هي إحدى محافظات تركيا وعاصمتها مدينة أنطاكيا وتبلغ مساحتها 5.678 كم2.

وقع زلزال هاتاي في 6 فبراير 2023م وبلغت قوته أكثر من 7.8 درجات على مقياس ريختر (تعادل 500 قنبلة ذرية) راح ضيحته أكثر من 30.000 قتيل ومائة ألف جريح وخسائر مادية كبيرة.

والسؤال هنا والذي يتبادر إلى ذهن الكثيرين:

هل الولايات المتحدة الأمريكية خلف هذه الزلازل وغيرها من الكوارث الطبيعية؟

وهل كان توقع العالم الهولندي (من أصل أسترالي) بحدوث زلزال هاتاي قبل ثلاثة أيام من حدوثه نتيجة دراسات علمية أم معلومات استخباراتية، وما مدى دقة ما يشاع عن غلق بعض القنصليات وتحذير رعاياهم وأن تدريبات عسكرية أمريكية على الإجلاء من تركيا قد حدثت بالفعل قبل أيام من حدوث الزلزال.

وحتى لا نخوض في نظرية المؤامرة بين مؤيد ومشكك، فقد سبق وأن نشرت صحيفة روسية خبرًا في 2010م منسوبًا إلى مسؤول بوزارة الدفاع الروسية مفاده بأن زلزال هايتي قد يكون نتيجة تجربة سلاح زلزالي أمريكي جديد، وأن الولايات المتحدة الأمريكية تتحقق من فاعلية تقنية تكنولوجية جديدة تستطيع نظريًا التأثير على اهتزاز قشرة الأرض، وأن الرئيس تشافيز في تصريح سابق له قد أكد هذه الفرضية، ورغم نفي واشنطن حينها لكل ما ورد من مزاعم على اعتبار أن سياسة الرئيس تشافيز والقيادة الروسية معادية للسياسة الأمريكية، لكن في كل الأحوال وبعيدًا عن التحليل والتخمين والعقل والمنطق، فهذا لا ينفي أن تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية فيما حدث ويحدث في العالم خصوصًا والكون عمومًا لا يخفى على أحد، فهي المسؤولة عن الكثير من الكوارث التي ضربت البشرية، وقتل وتشريد الملايين كما حصل في هيروشيما وناجازاكي، وفي العراق وسوريا وأفغانستان وغيرها من الدول، فيما تقدم كل الدعم لإسرائيل في احتلالها الأراضي الفلسطينية وبناء المستوطنات، وقتل وتهجير الملايين من الفلسطينيين وسلبهم حياتهم وحرياتهم وممتلكاتهم.