ما زالت الأفراح بالأيام الوطنية تتواصل، وما أمر سيدي خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله ورعاه، بأن يكون يوم (11 مارس) من كل عام يوماً خاصاً بالعلم، باسم «يوم العلم»، إلا أحد أهم مسببات هذه الأفراح، ولله الحمد على التوفيق، ولله الحمد على استمراره..

لا شك أن تحديد يوم للعلم خير تجسيد لما توليه القيادة الرشيدة من اهتمام برمزية العلم ودلالاته الوطنية المهمة، وفرصة للتعبير عن الشعور الذي يحمله المواطنون تجاه علمهم الوطني، الذي يعد العلم الوحيد في العالم الذي لا ينكس أو ينزل من أو إلى نصف السارية أبداً، إضافة إلى كونه متوارثاً من الراية التي كان يحملها آباؤنا الحكام في الدولة السعودية الأولى، والبيرق واللواء نفسه الذي كان يحمله جند الدولتين السعودية الأولى والثانية منذ نشأتهما، ولقد كتبت هنا، بتاريخ 20/ 9/ 2014، قبل 9 سنوات عن العلم، وتمنيت آنذاك: «أن يرفع كل فرد يعيش على هذا الثرى الطيب علم البلاد فوق بيته، ومن شرفات سكنه، مستشعراً حلاوة الفرحة بالوطن (وقلت) إن رفع العلم تعبير وطني جداً، خصوصاً ونحن نمر بما نمر به من مكائد، يعيها المتابع لمجريات الأمور (وتمنيت) أن نرى الأخضر خفاقاً مرفوعاً على كل البيوت، وأن نراه واقعاً تلمسه العيون، وتراه القلوب، وأن نصونه ونحافظ عليه بعد تعليقه (وتمنيت) أن تسهم المكتبات، ومحلات الخياطة في تجهيز الإعلام للناس (وتمنيت) أن تسهم المؤسسات الحكومية، والمؤسسات الأهلية في تقديم الإعلام للناس ليرفعوها فوق دورهم (وتمنيت) أن يتناسب حجم العلم مع مساحة المنزل ليكون واضحاً وشامخاً، وشخصياً ومن تجربة وجدت أن تأثير رفعه فوق داري، له تأثيره الإيجابي الكبير في نفسي ونفس أولادي، إضافة إلى جيراني.

السبت المقبل، تنتظرنا، بحول الله، فعاليات متنوعة تليق بهذه المناسبة الغالية، وبحول الله تعم مظاهر الفرح والبهجة بيوت المواطنين والمقيمين على هذه الأرض المباركة، وتحدد ساعة موحدة لرفع الإعلام فوق المنازل، وأبنية المؤسسات والشركات الخاصة والعامة، كنوع من التعبير الصريح عن مدى الانتماء والاعتزاز بالبلاد، ونسهم جميعاً في توعية وتثقيف الجيل الجديد بقيمة وأهمية العلم، والاعتزاز به كرمز للمملكة الغالية.

يوم العلم، ليس يوماً عادياً أبداً، ويستحق الاحتفال المميز، وكلنا بحول الله نتطلع بشوق لما سيكون خلاله من فعاليات، ونتطلع بأمر الله إلى إعلانات أخرى عن أيام وطنية مقبلة تزيد من الالتفاف حول القيادة والوطن، ومنها على سبيل الأمل: «يوم القوات العسكرية»، ولعل الموعد المناسب له، يكون في تاريخ اليوم الذي أصدر فيه الوالد الإمام، جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، طيب الله ثراه، مرسومه الملكي الكريم، عام (1348 - 1929)، والقاضي بإنشاء «مديرية الأمور العسكرية»، في «مكة المكرمة»، مهمتها إيجاد قيادة ترعى الشؤون العسكرية، ووضع الأسس لبناء جيش قوي، وتشكيل الشعب والأقسام، وتطوير الوحدات المختلفة إلى وحدات متخصصة كوحدة الرشاش، ووحدات المشاة، ووحدات المدفعية، وهي النواة الأساسية لتأسيس «وكالة الدفاع» التي استحدثها جلالته، رحمه الله، بعد ذلك بخمس سنوات، في «الطائف».. اللهم حقق ووفق.