سؤال يراودني دوما، كيف أصبح الإفطار في نهار رمضان جريمة اجتماعية !!، وكيف وصفها البعض بأنها تجرح مشاعر المسلمين ؟؟

وأعتقد أن هذه التصنيفات اللامنطقية صدرت منذ زمن بعيد وبقينا عليها دون مراعاة التطورات المجتمعية والتغيرات الفقهية، والصادم أكثر هو عندما تأكدت من وجود عقوبة بالسجن والجلد!.

أكرر دائمًا أن الأديان شأن شخصي للأفراد، وطرق ممارستها وتطبيقها له منهجيات متعددة، حتى عدم وجود هذا التوجه الروحي هو حق فردي بحت، ولا يحق لأي أحد كان إجبار الأفراد على توجه الآخرين، كره الصائم للشخص المفطر لا أجد له أي مبرر منطقي، سأحاول تفسيره بألطف وصف وهو التطرف، أما الوصف القاسي فلا أستطيع كتابته احترامًا لنفسي ولكم.

مؤمنة إيمانًا كاملا بأن أي قانون تصنعه المجتمعات، وهذا القانون الذي يحتاج لمراجعة وتعديل ينتهك خصوصية الفرد ويحاسبه على فعل ليس بجريمة، وقد صدر من ابتزاز اجتماعي ما زال يمارس من البعض، ولأنها في مرحلة نفض الغبار الفكري الثقافي، وجب علينا التخلص من كل ما هو غث ومعيب في حق دولتنا أولا التي تتصدر المراكز الأولى في معظم المجالات.

كون القانون لا يُعمل به؛ هذا لا يعني أن وجوده نصًا غير مؤثر، في الواقع هو يستخدم كأداة عقابية قانونية في جهات عدة، والأمر لا يقتصر على الممارسات الأخرى في محاسبة الآخرين على خياراتهم الشخصية، بل يصدّر صورة سيئة عنّا، وهو ما يتطلب إلغاؤه، ليس للأسباب السابقة المذكورة، إنما لسبب عدم وجود مصدر ديني تشريعي لذلك في الأصل.

أخيرًا.. لا تحاسب الآخرين على عباداتك أنت، لأنك ستظهر وكأنك مُكرَهٌ عليها.