هذا هو الهلال يا سادة يا كرام لا يعرف إلا التفاخر بصعود المنصات، بينما غيره لا يجد مبررًا لتهدئة جمهوره الغاضب نتيجة تردي أوضاعه إلا التفاخر بالصفقات التي لم تجلب له إلا المزيد من النكسات، فالاستقطابات ليست إلا وسيلة لتحقيق الإنجازات، فإن لم تحقق ذلك فليس لها أي أهمية أو قيمة لدى الجماهير المتعطشة للبطولات.

وما يميز الزعيم عن بعض الأندية المنافسة له هو الفكر الذي يتميز بالهدوء والعقلانية في امتصاص الصدمات التي قد تعترض طريقه، فها هو يفقد ثماني نقاط في ثلاث مباريات متتالية من ضمنها هزيمة من متذيل الترتيب، ثم يخسر نهائيًا آسيويًا، ومع ذلك لم نر أي ارتباك أو تسرع في اتخاذ القرارات لإيمانهم بصعوبة الظروف التي يمرون بها من إيقاف التسجيل وكثرة الإصابات نتيجة ضغط المباريات، لمشاركته في بطولات خارجية، إضافة إلى وجود معظم لاعبيه في المنتخبات، ولم يبرروا لهذه الإخفاقات أنها بسبب المدرب أو التحكيم أو المؤامرات التي تحاك ضد ناديهم، فكانت النتيجة حصولهم على أغلى البطولات، والتشرف بالسلام على سمو سيدي ولي العهد.

بينما نجد في المقابل فريقًا يخسر نقطة واحدة في الدوري من أندية الوسط وبسببها يسارع بإقالة مدرب من أشهر المدربين الذين طالما تمنوا الحصول على خدماته، فكانت النتيجة أن خسروا من الغريم التقليدي، ثم تعادلوا مع أحد أندية المؤخرة، وبذلك ابتعدوا عن صدارة الدوري، ثم أتت الطامة الكبرى بخروجهم من أغلى البطولات على يد أحد أندية المؤخرة، ليوشكوا على الخروج هذا الموسم من بطولتين كانتا في متناول أيديهم لأنهم الأفضل، كل هذه المصائب التي حلت بهم نتيجة فكر عقيم، لأنهم في إحدى المرات قاموا بإقالة المدرب قبل لقائهم بغريمهم التقليدي فبعثوا في لاعبيهم روحًا جديدة مكنتهم من هزيمته، ولم يعلموا أنه ليس في كل مرة تسلم الجرة.

وأخيرًا: الهدف من هذا المقال ليس الإسقاط، ولكن لإثبات أن الفكر في كثير من الأحيان أهم من المال.

همسة: من أبرز أحداث المباراة النهائية ظهور مجحفل جديد في الزعيم اسمه «البليهي».