بدأت تنتشر في الآونة الأخيرة فكرة المسابقات أو التحديات لمعالجة مشكلة مطروحة أو عدة مشكلات للجهة التي طرحت المسابقة، أو إيجاد فكرة في مجال معين، وأحيانًا تسمى بـ (الهاكثون) ثم يضعون جائزة لأفضل صاحب فكرة، وهذه المسابقات تحتاج لإعادة نظر.. فأولا أين نتائج هذه المسابقات على أرض الواقع وهل استفاد الناس منها بشكل كبير؟ وثانيًا ما معايير إنجاح فكرة وتقديمها على غيرها هل هو الحجم المبذول من قبل صاحب الفكرة أو فرادتها ونجاعتها في حل مشكلة وإن كان جهده قليلًا، وماذا عن الحقوق الفكرية للمبادرات، وما قدرة وإمكانية اللجان التي تفحص هذه المبادرات ومدى تمكنهم من ذلك فربما المتسابق أجدر منهم، وما مصير المبادرات التي لم تفز وهل يوضح بالتفصيل سبب عدم اعتمادها وتقارن بالفائزة.. أم يكتفون برد آلي يتضمن رفض الفكرة؟ وهل هناك مرجع علمي أو فني يمكن الرجوع إليه في حال الخلاف أو يضبط هذه المسابقات، خاصة أن بعض الجوائز بمبالغ مالية.

كل هذه الاسئلة تجعل تلك المسابقات محل نظر إلا ما ندر منها. بل الإشكالية أننا نجد المبادرات الفائزة لا تحل مشكل ضرورية وإنما إضافة كمالية، مع كثرة عدد المشاركين، وفي هذا تقليل من شأن المشاركين خاصة إذا اعتبرناهم عينة من العامة، إذ لا يمكن أن تكون المشاركات بهذا العدد الهائل ولا يتفوق منها إلا مبادرات ذات فوائد محدودة.. فكأن هذه المسابقات وسيلة لمعرفة ما لدى الناس لا أكثر لكنها ليست الطريقة الصحيحة. وهذه المسابقات تختلف عن الجوائز التي تمنح لأعمال قائمة من قبل ولم يتعمد صاحبها إنشاءها خصيصًا للسباق فليست داخلة في مضمون المقال.

الطريقة المثلى لإشراك الناس هي وضع مراكز تستقبل أفكارهم بمسمى يوحي بذلك، ويتقدم صاحب الفكرة إلى المركز حضوريًا وليس إلكترونيًا، فهي ليست معاملة تحتاج لتسهيل، ثم يتم التناقش معهم حولها ثم رفضها أو العمل بها ثم ترشيحًا إن كانوا سيضعونها في سباق.