تتوالى الاحتفالات المبهجة على شعب المملكة، وفي هذه الأيام تحتفل المملكة بذكرى عزيزة وغالية في قلوب السعوديين، وهي ذكرى البيعة التاسعة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز،

وهذه المناسبة بحد ذاتها ذكرى تدخل البهجة والسعادة في قلب كل مواطن محب للوطن، هذه البهجة التي أصبح يحتاجها كل فرد يعيش على هذه الأرض المباركة، والتي تعد أحد أهم أهداف برامج جودة الحياة التي تعززها الثقافة والترفيه والفنون، والتي اهتمت بها رؤية 2030 وأحدثت نقلة نوعية في الحياة الاجتماعية لدى السعوديين، بداية بافتتاح صالات السينما وإنشاء هيئات ثقافية تهتم بالأفلام والموسيقى والمسرح وتحسين خيارات الترفيه وابتكار أساليب تعزز أهداف هذا البرنامج.

انطلق برنامج جودة الحياة في العام 2018 وسط موجة متحفظة باتت اليوم من الماضي بعد أن انسجمت وألفت على هذا التغيير الذي تظهر فوائده على صحة وسلامة الفرد الفكرية والجسدية، وتظهر أيضًا على علاقة الفرد مع الآخرين وتفاعله الإيجابي بالمجتمع، كما أنها تعتبر السبب في زيادة السعادة والبهجة وانعكاسها على إنتاجنا المهني بتشكيل معادلة موزونة بين ضغوط العمل والحياة الشخصية، بعد أن اهتمت بروح الفرد كما اهتمت بجسده صحيًا من خلال توسيع نطاق الرياضة، ليصبح مقررًا دراسيًا في تعليم البنات وأسلوب حياة بافتتاح أندية وصالات تدعم اللياقة البدنية لفئة النساء، ولأن جودة الحياة تبدأ من اهتمام الإنسان بروحه الداخلية، عملت برامج الترفيه على تغذية هذا الجانب بإطلاق عدد من الحفلات الغنائية والموسيقية والليالي المتخصصة بفناني المملكة الذين أثروا الساحة الفنية بأعمالهم.

و منذ سنوات تابع الجميع تأكيد المملكة على أهمية تعزيز العلوم والثقافة والفنون للإسهام في إفشاء الحوار والتواصل بين الأمم، من أجل حاضر مزدهر ومستقبل أفضل للأجيال القادمة.

وكان وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، وهو يرأس وفد المملكة في مؤتمر «اليونيسكو» العام في دورته الـ40 يشدد في كلمة له بالمؤتمر على أن المملكة بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تنظر إلى الثقافة في مفهومها العام، بوصفها أحد أبرز الأسس التي تدعم التوجهات للتطوير البشري، ومد جسور التفاهم بين المجتمعات، من أجل النهوض بعالم أقوى، تترابط فيه الشعوب باختلاف ثقافاتها. فقد أعلنت المملكة، منذ تولي الملك سلمان مقاليد الحكم، أن الثقافة والفنون تعدان من ركائز التحول الوطني من خلال رؤية 2030، ويتمثل هدفهما في الإسهام في بناء مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح.

وفي هذا الاتجاه خطت خطوات واثقة نحو مستقبل أكثر ازدهارا عبر رؤية 2030 الطموحة التي أطلقها الأمير محمد بن سلمان، بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين.

وباعتبار الثقافة والفنون عنصرا مهما بوصفهما أحد أبرز الأسس التي تدعم التوجهات للتطوير البشري، أُطلقت خلال السنوات الماضية رؤية وتوجهات وزارة الثقافة يوم 27 مارس 2019، وهي تمثل إطار العمل الذي تنهجه وزارة الثقافة في مهمتها لتطوير القطاع الثقافي بالمملكة.

وحددت رؤية وتوجهات الوزارة ثلاثة أهداف رئيسية، هي: الثقافة كنمط حياة، والثقافة من أجل النمو الاقتصادي، والثقافة من أجل تعزيز مكانة المملكة الدولية.

لتتماشى هذه الأهداف بدقة مع المحاور الإستراتيجية لرؤية المملكة 2030، والمتمثلة في بناء مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح.

و حددت وزارة الثقافة 16 قطاعا فرعيا ذات أولوية للتركيز عليها في عملها، ومن أجل تعزيز قدرتها على أن تقود وبفعالية المبادرات الرائدة في مختلف مجالات القطاع الثقافي.