بعد عزوف كثير من المزارعين لعقود من الزمن عن إنتاج الرمان داخل الحيازات الزراعية في واحة الأحساء الزراعية بسبب ارتفاع نسبة ملوحة مياه الري، أخذ مزارعون وملاك مزارع بالواحة في العودة والتوسع في زراعة وإنتاج محصول «الرمان الحساوي» داخل حيازاتهم الزراعية، وذلك مع عودة مياه الري «المنزوعة الملوحة» التي تمتاز بها المياه المعالجة المجددة التي توفرها المؤسسة العامة للري للمزارع، علاوة على إسهام منصات الزراعة والري في نشر الوعي والتثقيف الزراعي في صفوف المزارعين، لإنتاج محاصيل عديدة وبجودة عالية.

المياه الجوفية

بدوره، أكد المتحدث الرسمي في المؤسسة العامة للري، هشام الثنيان، لـ«الوطن» أن المياه المعالجة، التي توفرها المؤسسة للحيازات الزراعية في واحة الأحساء، تعد مصدرا مستداما ومتوافرا طول العام، وتستخدم وفق مشاريع مخطط لها، لتلبية كل احتياجات الري الزراعي. كما أن استخدامها يمنح فائدة إضافية للمحاصيل الزراعية، وتعزز نموها ووفرة إنتاجها، لما تحتويه من عناصر غذائية ضرورية مثل الفسفور والنيتروجين، وكذلك فوائدها الاقتصادية للمزارعين، وذلك بتقليل استخدام الأسمدة الكيماوية، وتقليل تكلفة استخدام الطاقة لاستخراج المياه الجوفية.

الحشرات الضارة

أرجع الخبير الزراعي المهندس صالح المقهوي أسباب قلة التوجه إلى زراعة الرمان مقارنةً بالمحاصيل الزراعية الأخرى إلى أن بعض أصناف الرمان حساسة، وتحتاج إلى تربة مناسبة، وعناية خاصة، لضمان جودة المحصول، وكذلك يراعى انتظام فترات الري، لعدم تشقق الثمرة وتلفها. كما أن بعض العناكب والحشرات الضارة قد تصيب فاكهة الرمان بالأخص، وذلك بوضع بيضها داخل الزهرة، لتنمو صغارها داخل الثمرة وتتغذى عليها، مما يسبب تلف المحصول بالكامل. ويعول السبب كذلك في قلة زراعة الرمان وانتشاره إلى عدم وجود مهرجانات مختصة في المنطقة لتسويق هذه الفاكهة والمنتجات التحويلية منها.

وأضاف أن فاكهة الرمان تعد من الفواكه المنعشة، ومن فوائدها وقيمتها الغذائية العالية أنها تساعد في تقوية الجسم وتصفية الذهن، وزيادة صحة القلب والجهاز الهضمي، وهي مضاد طبيعي للميكروبات. كما يدخل الرمان في عدة صناعات تحويلية، منها: الدبس والمربى والعطور.

حيازات نموذجية

أوضح الخبير المهندس عباس الجبران أنه في الأحساء بوقتنا الحالي حيازات زراعية نموذجية في إنتاج الرمان بأصنافه المختلفة، التي من بينها: سواري والطائفي والهندي، وغيرها، وهناك مزارعون في الواحة لديهم اهتمام كبير بإنتاج الرمان، وجودة الإنتاج ومذاقه مطابقان لجودة المحصول في العقود الماضية، لافتا إلى أن المياه «المنزوعة الملوحة» أسهمت في عودة الكثير من المحاصيل الزراعية في الأحساء التي انخفضت في الفترات السابقة، من بينها: الرمان والترنج واللومي والتين البلدي، الذي يشهد تحسنا مستمرا، وكذلك التفاح الحساوي. وأرجع الجبران سبب اختفاء المحاصيل سابقا إلى ملوحة المياه، التي تلحق ضررًا بالتربة الزراعية.

تسميد متوازن

بيّن المهندس سلمان البراهيم أن زراعة الرمان تتطلب برنامج تسميد متوازن، وريا منتظما، وتقليما على مدى الموسم، وتربة طينية أو رملية، لإنتاج محصول بجودة عالية، مع زراعته في المناطق المعتدلة، والمناخ الحار في معدل درجة حرارة 40° والجاف، مما يساعد في جودة الثمار، وريه من 8 إلى 12 يوما من أجل تفادي تشقق المحصول، مع عدم الإسراف في الري وقت النضج، والرش بـ«نترات البوتاسيوم»، مما يقلل من تشقق الثمار.

منتج تجاري

أشار المزارع إبراهيم الخلف إلى أن انخفاض كميات إنتاج الرمان في الواحة بدأ قبل 40 عامًا، متوقعا أن تشهد الفترة المقبلة إطلاق مشاريع زراعية لإنتاج الرمان، وبالأخص صنف «سواري»، وتحوله إلى منتج تجاري وتسويقي في الأسواق المحلية، موضحا أن زراعته تستغرق 7 أشهر، تبدأ من مارس حتى سبتمبر من كل عام، ولافتا إلى أن الشجرة الواحدة قادرة على إنتاج 30 حبة رمان.

أسباب قلة التوجه إلى زراعة الرمان

- بعض الأصناف حساسة، وتحتاج إلى تربة مناسبة

- العناية المكثفة، لضمان جودة المحصول

- انتظام فترات الري، لعدم تشقق الثمرة وتلفها

- بعض العناكب والحشرات الضارة قد تصيب الفاكهة

- وضع بيض الحشرات داخل الزهرة يتلف المحصول

- عدم وجود مهرجانات مختصة لتسويق الفاكهة