طرح الانهيار الإسفلتي الذي شهده أحد شوارع قرية البديع بمركز وحي الحضن بمنطقة نجران، والذي تسبب في إحداث حفرة عميقة داخل الأرض، العديد من التساؤلات بعد أن تنصلت عدة جهات وأخلت مسؤليتها عن ذلك الانهيار، إذ أكدت كل جهة أن الأخرى يقع المشروع تحت طائلة مسؤوليتها؛ ليبقى الوضع على ما هو عليه دون حل أو معالجة، ويبقى تخوف الأهالي والسكان على أطفالهم وكبار السن، وحتى على مواشيهم ومركباتهم من اجتياز الطريق.

خط زراعي

بدأت رحلة الحفرة من مخاطبة أمانة نجران لشركة المياه للوقوف على الانهيار الذي توقع الأمانة سببه من الصرف الصحي، وقامت بتكليف فريق عمل للوقوف على ما طالب به الأهالي لمعالجته لتعلن بعد ذلك وعبر خطاب خصت به «الوطن» إخلاء مسؤوليتها الانهيار الإسفلتي، وأوضحت أن المشروع القريب يعتبر خطًا زراعيًا، ولا يقع تحت مسؤوليتها.

وتعقيبًا على ما نشر بـ«الوطن» في 25 أكتوبر، قال فرع شركة المياه الوطنية بنجران، وحسب ما أوضحه المتحدث الرسمي لشركة «فايز لسلوم»: نود في البداية أن نشكر صحيفة «الوطن» لحرصها على خدمة المواطن، واهتمامها بطرح قضاياه، وهي بذلك تسهم مع القطاع الجنوبي بشركة المياه الوطنية في كل ما من شأنه تحقيق المصلحة.

وأضاف متحدث شركة المياه قائلا: وبشأن ما نُشر في صحيفتكم الموقرة تحت عنوان «انهيار إسفلتي يهدد بديع نجران» يوم 25 أكتوبر 2023، فنوضح لكم وللسادة القراء أنه بعد رصد المراقبين للبلاغ وشخوص الفرق الميدانية على الموقع، اتضح أن الخلل سببه تسرب مياه من خط زراعي لا يتبع لشركة المياه الوطنية.

واختتم متحدث شركة المياه قائلا: تدعو الشركة عملاءها الكرام إلى تقديم بلاغات المياه عبر قنواتها الرسمية، سواء من خلال تطبيقها الإلكتروني على الهواتف الذكية، أو فرعها الإلكتروني؛ وذلك من أجل الوقوف على الموقع ومعالجة الخلل «إن وجد»، هذا ما لزم التنويه إليه وتوضيحه، شاكرين لكم حرصكم واهتمامكم.

من جهته أكد فرع وزارة النقل والخدمات اللوجيستية بنجران أنه لم يعد هناك أي طرق تتبع للوزارة داخل النطاق العمراني، وقد تكون تلك الحفرة والانهيار الإسفلتي الواضح سببه تمديدات بالصرف الصحي.

خارج المسؤولية

كانت تلك الجهات قد تنصلت وأخلت مسؤوليتها في العديد من القضايا السابقة، وتبادلت تحميل المسؤولية فيما بينها، ومن ضمنها عندما تسببت الأمطار والسيول التي تشهدها منطقة نجران في قطع وإزالة عدد من الطرق الإسفلتية بحي نهيقة، مخلفة حفرًا عميقة أدت إلى إعاقة الحركة المرورية، وإجبار أصحاب المركبات إلى سلك طرق أخرى ترابية ووعرة للوصول إلى منازلهم، كما أدت تلك الحفر إلى العديد من الحوادث بوقوع عدد من المركبات داخلها.

وأكدت إدارة الطرق بمنطقة نجران حينها، أن الطرق داخل الأحياء والنطاق العمراني لم يعد من اختصاصها، وتم تسليمها للأمانات والبلديات، وأصبح اختصاصها فقط كل ما هو خارج النطاق العمراني.

جسر حديدي

شكل جسر حديدي يتوسط طريق الملك عبدالله بمنطقة نجران خطرًا قاتلا وجسيمًا للقادمين بسياراتهم ومركباتهم من الغرب إلى الشرق، حيث يتفاجأ قائدو السيارات بالجسر يظهر أمامهم فجأة ويقسم الطريق نصفين، فيضطر الكثير منهم لتفادي خطر الاصطدام به للاتجاه وبشكل سريع إما للجهة اليمنى أو اليسرى، وتتشكل خطورته بشكل أكبر ليلا إذ ينخفض وضوح الرؤية، وهذا ما يخشاه الكثيرون الذين كادوا أن يقعوا ضحية ذلك الجسر، وهنا أكد مصدر مسؤول بأمانة منطقة نجران أن ذلك الحاجز الحديدي ليس من اختصاصهم ولا يتبع لهم، مؤكدًا أنه يتبع للطرق فرع وزارة النقل والخدمات اللوجستية بالمنطقة.

إزالة الخطر

تكرر الأمر سابقًا عندما طالب أهالي وأولياء أمور الطلاب بالمجمع التعليمي في حي الغويلا بمنطقة نجران الجهات المسؤولة وذات الصلة بسرعة إزالة السياجات والأسوار المانعة لمرور الطلاب، داعين في الوقت نفسه إلى إقامة وتنفيذ جسر مشاة؛ لتكون مرورًا آمنًا للطلاب، وكذلك العابرون، حيث يواجه أبناؤهم خطرًا ذريعًا كل يوم عند ذهابهم للمدرسة وإيابهم، إذ يضطرون لتجاوز تلك السياجات المانعة، وقطع الطريق الدولي المكتظ بالسيارات والمركبات الصغيرة وذات النقل الثقيل، معرضين أنفسهم ومن يكون في معيتهم من أولياء أمورهم لخطر الدهس، وحينها سارع مصدر مسؤول بفرع وزارة النقل والخدمات اللوجيستية بالرد بأن الطريق ليس من اختصاص فرع الوزارة، حيث إنه يعد داخل النطاق العمراني، مؤكدًا أن اختصاصهم فقط الطرق الواقعة خارج النطاق العمراني، وما أشير إليه يتبع لجهة أخرى مسؤولة.

إلقاء المسؤولية

أكثر من 8 سنوات مرت على تعثر طريق المدينة الطبية بحي الشرفة، أو كما يسميه البعض طريق حي البستنة، والذي يعد رابطًا مهمًا لعدد من المحافظات الشمالية، وما يقارب 7 أحياء بمنطقة نجران، وكذلك المدينة الطبية التي من خلاله يسهل الوصول إليها وبشكل أسرع.

ويتركز تعثر الطريق في 2 كم فقط لم يتم استكمالها وتنفيذها، ويشكل خطورة بالغة على مرتادي الطريق الذي شهد مؤخرًا سقوط مركبة أحد المواطنين من أعلاه إلى الأسفل لجهله بعدم استكمال الطريق.

كانت «الوطن» أشارت إلى تعثر أحد مشاريع الطرق في عددها الصادر 7/ ديسمبر/2021 تحت عنوان «النقل وبلدي تتبرآن من طريق المدينة الطبية» داخل النطاق العمراني، وتبادلت وقتها وزارة النقل والخدمات اللوجستية وأمانة المنطقة إلقاء المسؤولية حول تعثر الطريق، أكدت وزارة النقل والخدمات اللوجستية الانتهاء من تنفيذ الطريق، وفيما يتعلق بالـ2 كم المتبقية؛ فهي داخل النطاق العمراني والمناطق السكنية، وتتبع أمانة منطقة نجران، بينما ردت البلدية بأن الطريق خارج الاختصاص.

ملف المشروع

«الوطن» تواصلت خلال الأيام الماضية مع أمانة منطقة نجران للوقوف على آخر التطورات، والتي أكدت أنها استلمت ملف المشروع الذي سيكون ضمن خططها المستقبلية، وأوضحت الأمانة أن الطريق من ضمن الطرق الواقعة داخل النطاق العمراني المتسلمة من فرع وزارة النقل والخدمات اللوجستية، والتي قامت بتنفيذ جزء منه، وسوف يتم استكمال الطريق ضمن المشاريع المستقبلية لدى الأمانة بعد الانتهاء من الإجراءات النظامية لاعتماد المشروع، وتوفر التكاليف المالية اللازمة، خطورة بالغة.

وضع الخدمات

أكدت كهرباء منطقة نجران في وقت سابق حول وجود عدد من الأعمدة الكهربائية داخل الطريق أن هذه الأعمدة الكهربائية ليست من مسؤوليتها، وإنما تقع مسؤوليتها على أمانة منطقة نجران، مؤكدة في الوقت نفسه حتى إن كانت هذه الأعمدة كهربائية فيفترض على أمانة المنطقة قبل تنفيذ أي مشروع معالجة وضع الخدمات الأخرى، ومنها أعمدة الكهرباء حسب التعميم الوزاري لديهم.

تسرب زراعي

في وقت سابق أخلى فرع شركة المياه الوطنية بنجران مسؤوليته عن خلل تسبب في هدر كبير للمياه، حيث قال المتحدث الرسمي للشركة بمنطقة نجران «فايز لسلوم»: «بعد رصد المراقبين البلاغ، وشخوص الفرق الميدانية على الموقع، اتضح أن الخلل سببه تسرب مياه من خط زراعي لا يتبع لشركة المياه الوطنية».

ودعا متحدث شركة المياه المستفيدين إلى تقديم بلاغات المياه عبر قنواتها الرسمية، سواء من خلال تطبيق الشركة الإلكتروني على الهواتف الذكية أو فرعها الإلكتروني، وذلك من أجل الوقوف على الموقع، ومعالجة الخلل إن وجد.