ذكر جوش روجين، من صحيفة «واشنطن بوست»، أن النظرة القاتمة تغطي المساعدات الأمريكية لأوكرانيا، حيث يسعى الجمهوريون اليمينيون المتطرفون في مجلس النواب للفوز، لذا خططوا منذ البداية لنسف المساعدات من خلال ربطها بالهجرة. بينما ذكرت شبكة «CNN» أن معارضة الرئيس السابق دونالد ترمب المساعدات الأوكرانية هي ما يزيد من حدة المعارضة في الكونغرس، مُركزة على رئيس مجلس النواب مايك جونسون بقولها: «إذا سمح الكونغرس بإنهاء المساعدات لأوكرانيا دون التصرف، فإن كتب التاريخ ستحمل جونسون وترمب مسؤولية مساعدة روسيا على الفوز في الحرب».

تحدي بايدن

وذكر جاكوب هايلبرون، من The National Interest، أنه لا يمكن أن يكون هناك شك في أن ترمب وضع دعمه لأحداث 6 يناير، واقتحام «الكابيتول» في مرآة الرؤية الخلفية إلى حد كبير، ولا يجوز إجراء أي من محاكماته قبل الانتخابات مثل قضية انتخابات جورجيا التي تشهد حالة من الاضطراب بسبب اتهامات بسوء السلوك ضد المدعي العام لمقاطعة فولتون، فاني ويليس، بينما تشير قاضية المقاطعة تانيا تشوتكان إلى أن القضية الجنائية ضد ترمب قد تتأخر إلى ما بعد موعدها، المقرر في مارس. ويستعرض ترمب الآن عضلاته في واشنطن، حيث يشجع الجمهوريين في مجلس النواب على تحدي جو بايدن في الحدود وأوكرانيا.

وأضاف أن رئيس مجلس النواب مايك جونسون، الذي على اتصال وثيق بترمب، كاره لطرح مشروع قانون المساعدات لأوكرانيا. ومع غضب المحافظين بالفعل من موافقته على تمديد تمويل الحكومة الفيدرالية، فليس لديه حافز كبير لتحديهم مرة أخرى بشأن المساعدة لأوكرانيا، لذلك يقول إنه لا يركز اهتمامه على أوكرانيا، ولكنه يشعر بالقلق إزاء «الأمن القومي والكارثة الإنسانية» داخل الحدود الأمريكية.

المأزق الحالي

وبيّن هايلبرون أن السؤال المهم هو ما إذا كان جونسون سيظل متعنتا بشأن الدعم الأوكراني، وإلى أي درجة ينخرط في المواقف العامة، وإلى أي درجة سيبحث عن مخرج من المأزق الحالي؟ ويقترح بعض الديمقراطيين صفقة لحماية جونسون نفسه إذا سمح بالتصويت على المساعدة. على سبيل المثال، أوضح العضو البارز في لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، آدم سميث، أن الديمقراطيين سيصوتون لدعم جونسون كرئيس إذا واجه تمردا من جناحه اليميني.

وفي الوقت الحالي، يتوقع جونسون وغيره من المحافظين أن يفوز ترمب بالرئاسة، وأنهم يستطيعون الحصول على مشروع قانون الهجرة الذي يريدونه حقًا بعد 2024.

إدانة الكونجرس

وأوضح هايلبرون أن المشروعين والأكثر خبرة، مثل زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، يدركون أن وقف المساعدات عن أوكرانيا على الأرجح مجرد حلم كاذب. وإذا توصل الجمهوريون في مجلس الشيوخ وإدارة بايدن إلى حل وسط بشأن الحدود، وأرسلوا مشروع القانون إلى مجلس النواب فسيكون العبء على جونسون. وإذا أبطل مشروع القانون فهذا يمنح بايدن نصرا سياسيا. وإذا وافق مجلس النواب على مشروع القانون بفارق ضئيل فهذا أيضا انتصار لبايدن، وسوف يدينه الجناح التقدمي لبايدن بسبب رضوخه لمطالب المحافظين على الحدود، لكن استعداده للتوصل إلى تسوية خدمه كثيرا في الماضي.



لقد ارتكزت رئاسة بايدن بكاملها على الزعم أنه قادر على إعادة الحياة الطبيعية إلى واشنطن، لذا الفوز التشريعي على الحدود لن يكون إنجازا صغيرا بالنسبة له،

ولكن إذا امتنع الجمهوريون في مجلس النواب عن ذلك فقد يتجه إلى عام الانتخابات مثل هاري ترومان في 1948، حيث يمكنه إدانة الكونجرس الذي لا يفعل شيئًا، والذي باع حلفاء أمريكا في أوكرانيا، وهدد التحالفات الدولية، ورفض قبول أي تسوية بشأن الحدود لمصلحة أوكرانيا.

لهذا السبب، فإن اتفاق المساعدات المالية لأوكرانيا لم يمت، وهناك الكثير من الأسباب التي تجعل الجمهوريين يدعمونه. لهذا السبب قد يكون من السابق لأوانه أن يعلن روجين وآخرون أن المساعدات المقدمة لأوكرانيا لاغية وباطلة، فمعركة ترمب مع بايدن لم تنته بعد.. لقد بدأت للتو.



أضرار توقف المساعدات الأمريكية لأوكرانيا:

إذا فقدت أوكرانيا المساعدات الأمريكية فإنها ستكون معرضة لخطر الهزيمة في الحرب، ليس فورا، ولكن على المدى الطويل.

ستتضاعف قوة روسيا وتهديدها، وتنخفض قوية أمريكا بين حلفائها.

معارضة الرئيس السابق دونالد ترمب المساعدات الأوكرانية هي ما يزيد من حدة المعارضة في الكونغرس.

جونسون كاره لطرح مشروع قانون المساعدات لأوكرانيا.

كتب التاريخ ستحمل جونسون وترمب مسؤولية مساعدة روسيا على الفوز في الحرب.