أجرت دول الخليج خلال الشهرين الماضيين أكثر من 10 مناورات وتمارين عسكرية. تعد هي أكثر المناورات العسكرية المعلن عنها في الخليج في فترة 60 يوما.

وجاء بعض تلك المناورات والتمارين العسكرية مشتركة مع دول شقيقة وصديقة، وبعضها بين قوات مجلس التعاون، وبعضها الأخير على شكل مناورات منفردة.

وركزت المناورات على تمارين عسكرية احترافية ومبتكرة تحت عناوين وأهداف كبيرة منها مكافحة الإرهاب، والحروب اللا متناظرة ضد العصابات والجيوش غير النظامية، والتمارين على مواجهة أسلحة الدمار الشامل مثل الأسلحة البيولوجية والنووية والكيميائية.

أسباب مختلفة

تعود كثافة المناورات العسكرية المنفذة من قبل دول الخليج والشرق الأوسط خلال الأسابيع الماضية إلى أسباب عدة منها أهمها زيادة الاحتقان في المنطقة، والتهديدات المختلفة التي تواجه دول الإقليم وخاصة منذ انطلقت أحداث غزة.

ويرى المركز الإقليمي للدراسات الإستراتيجية أن هناك حزمة من الدوافع والأسباب وراء تكثيف دول المنطقة إجراء مناورات عسكرية أو المشاركة فيها، وترتبط باتساع نطاق التهديدات التقليدية وغير التقليدية. فعلى صعيد التهديدات التقليدية، تنامت بشكل ملحوظ بعض المخاطر المشتركة للدول، لا سيما أحداث غزة والتنظيمات والمليشيات الإرهابية، التي تسعى إلى استهداف مصالحها بشكل مستمر. كما تزايدت التأثيرات السلبية للسياسات في بعض دول المنطقة، وهو ما دفع كثيرًا من دول الإقليم إلى تكثيف مشاركتها في تلك المناورات بهدف توجيه رسائل وتحذيرات غير مباشرة للدول المعادية والتنظيمات الإرهابية، وانضمت كل هذه المناورات إلى جانب المناورات الدورية والمجدولة مسبقاً.

سدا التنسيق

اختتمت القوات البرية السعودية مشاركتها في مناورات تمرين «سدا التنسيق» في جمهورية الهند والتي تفذت إلى جانب الجيش الهندي.

وركز التمرين على عمليات البحث والاستطلاع والاقتحام والتطهير وتحرير الرهائن وإخلاء المصابين والتعامل مع الأسرى.

رماح النصر

اختتمت مناورات التمرين الجوي المشترك «رماح النصر 2024» الذي نفذته القوات الجوية الملكية السعودية ممثلة في مركز الحرب الجوي بالقطاع الشرقي.

ونفذت القوات المشاركة ممثلة في أفرع القوات المسلحة، ووزارة الحرس الوطني، ورئاسة أمن الدولة، إلى جانب قوات دول شقيقة وصديقة، طلعات ومناورات جوية، وتمارين تطبيقية، بكل بكفاءة واحترافية.

وأوضح قائد القوات الجوية الفريق الركن تركي بن بندر أن القوات المشاركة نفذت مراحل التمرين الجوي المشترك «رماح النصر 2024» وأظهرت انضباطا وأداء متميزا وتنفيذا متناغما في أعقد سيناريوهات التهديد، حققت به التأثير والفعالية المطلوبة، والأهداف المخطط لها على جميع المستويات.

وأشار إلى تناغم الأداء بين جميع أفرع القوات المسلحة والمنفذين والمساندين من وزارة الحرس الوطني ورئاسة أمن الدولة والدول الشقيقة والصديقة المشاركة بالتمرين، وأثره في توحيد المفاهيم ورفع الجاهزية القتالية.

وهدف التمرين إلى زيادة التعاون العسكري بين الدول المشاركة ورفع الجاهزية القتالية وتبادل الخبرات وزيادة التنسيق العسكري والعملياتي.

سيف السلام 12

بعد اختتام تمرين «رماح النصر» أطلقت القوات المسلحة السعودية مناورة «سيف السلام 12» التي انطلقت في 21 فبراير الماضي في مدينة الملك خالد العسكرية بالمنطقة الشمالية، ضمن مرحلة تمرين مركز القيادة، بمشاركة أفرع القوات المسلحة ووزارتي الداخلية والحرس الوطني ورئاسة أمن الدولة، إضافة إلى عدد من الجهات الحكومية المدنية والعسكرية في المنطقة.

واشتملت مرحلة تمرين مركز القيادة على تدريب القادة وهيئات الركن على أعمال التخطيط وتنفيذ وقيادة العمليات المشتركة، والتدريب على تنفيذ إجراءات التنسيق بين الوحدات، ورفع قدرات القوات والجهات المشاركة عند تنفيذ العمليات العسكرية النظامية وغير النظامية، إضافة إلى اختبار أنظمة القيادة والسيطرة والاتصال على جميع المستويات الإستراتيجية، والعملياتية، والتكتيكية للقوات المشاركة.

وأكد قائد قوة الواجب المشتركة في التمرين المشترك «سيف السلام 12» اللواء الركن خالد بن عبدالله الجهني أن الوحدات الميدانية المتواجدة في المنطقة الشمالية، نفذت تدريباتها داخل وحداتها لرفع مستوى الجاهزية القتالية قبل انطلاق آخر مرحلة من مراحل التدريب وهي مرحلة التمرين الميداني.

وأوضح أن وحدات الدفاع ضد أسلحة التدمير الشامل في القطاعات المشاركة في التمرين تنفذ تدريبات للتعامل مع تهديدات أسلحة التدمير الشامل سواءً كانت نووية أو إشعاعية أو كيماوية أو بيولوجية؛ حيث يتم تدريب المشاركين على التخطيط وتنفيذ عمليات الدفاع ضد أسلحة التدمير الشامل وتنفيذ عدد من الفرضيات، للتعامل مع عمليات تطهير وإخلاء المصابين حسب سلسلة الإخلاء الطبي بما يتعلق بالتعامل مع أسلحة التدمير الشامل والتدرب على الاستطلاع الكيماوي وإجراءات جمع العينات.

وأشار قائد قوة الواجب المشتركة في التمرين المشترك «سيف السلام 12» إلى أن الخدمات الصحية بوزارة الدفاع والخدمات الطبية العسكرية بالقوات المسلحة والإخلاء الطبي والإدارات الطبية بأفرع القوات المسلحة، إضافة إلى وزارة الصحة وهيئة الهلال الأحمر السعودي، نفذت تمرينًا يتعلق بالاستعدادات الطبية الميدانية والتدريب على المهمات الطبية التي قد تطرأ في الميدان سواء في حالة السلم أو الحرب، وكيفية التعامل مع الإصابات وفرزها وترتيبها وفق خطورتها، وذلك من خلال إنشاء مستشفى ميداني مجهز بكافة الأجهزة الطبية الحديثة ومدعم بالكوادر الصحية ذات المستوى العالي.

زلزال 2

انطلقت في مطلع يناير الماضي فعاليات التمرين الجوي القطري الباكستاني «زلزال» في نسختة الثانية. وهذه المرة شاركت القوات الجوية الباكستانية بمقاتلتها متعددة المهام من الجيل J-10C 4.5 من السرب رقم 15 «كوبراس» التابع للجناح التكتيكي 33 لإجراء مناورات الحرب الجوية Zilzaal-II، وحلقت مقابل مقاتلات يوروفايتر تايفون تابعة للقوات الجوية القطرية.

وكانت تلك هي المرة الأولى التي تخرج فيها هذه الطائرة خارج باكستان وتصل إلى المنطقة العربية في زيارة قد تمهد لمبيعات هذه الطائرة في دول الإقليم.

نمر الصحراء

أطلقت القوات المسلحة الإماراتية تمرين «نمر الصحراء 6» بمشاركة كتيبة مشاة آلية من القوات البرية ⁧‫الإماراتية‬⁩ مع سرية من الجيش ⁧‫الماليزي.

وتضمن التمرين عدداً من الفعاليات والتمارين العسكرية والتدريبات المشتركة في بيئة العمليات المبنية ضمن خطة التعاون بين البلدين.

مخلب الصقر

أطلقت في سلطنة عمان في الأول من يناير الماضي مناورة «مخلب الصقر» التي نفذت بين مختلف أنواع القوات العمانية واستمرت نحو 9 أيام.

بدر 8

اختتمت في العاصمة الباكستانية إسلام أباد مجريات التمرين المشترك «بدر 8» الذي نفذه الحرس الوطني البحريني والجيش الباكستاني، تنفيذا لمذكرات التفاهم والتعاون المشتركة بين الحرس الوطني والجيش الباكستاني، والتي أسفرت عن تنفيذ سلسلة من تمارين البدر.

وأكد الفريق أول الركن الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة رئيس الحرس الوطني البحريني، أن سلسلة تمارين «البدر» تختص في التدريب على مجالات مكافحة الإرهاب، وتطبيق العمليات العسكرية في مختلف البيئات والتضاريس، والتعامل مع التهديدات الإرهابية، وتنفيذ العمليات الليلية والتحركات التكتيكية، إضافة إلى عدة فرضيات ميدانية عسكرية أمنية مشتركة.

المدافع المتأهبة

على مدى 9 أيام نفذت قوات خفر السواحل الكويتية تمرين «المدافع المتأهبة 24» في الفترة من 28 يناير حتى 7 فبراير في دولة الكويت، وهو تمرين بحري شاركت فيه دول خليجية وبمشاركة قوات أمريكية وبريطانية.

عمل عسكري

يرى عدد من المراقبين العسكريين أن المناورات العسكرية هي جزء لا يتجزأ من العمل العسكري لقوات وجيوش الدول، وتختلف أهداف ودوافع الدول لتنفيذ هذه المناورات، مؤكدين أن زيادة كثافة المناورات والتمارين العسكرية التي نفذتها دول الخليج خلال الـ60 يوما الماضية لها أسبابها، كما أن التدريبات والمناورات العسكرية الخليجية هي من أهم أهداف وإستراتيجيات اتفاقيه الدفاع الخليجي المشترك التي تم توقيعها في المنامة عام 2000.

تعزيز التداخل القتالي

لعل أهم ما يميز المناورات المنفذة أخيرا في دول الخليج العربي أنها لم تكن فقط بين القوات الخليجية، بل تم كثير منها مع قوات صديقة مثل باكستان والهند وماليزيا وهي ذات عقائد قتالية مختلفة، وهذا أمر إيجابي يعزز التداخل القتالي. كما أن احترافية ونوعية التمارين المبتكرة في هذه المناورات، مثل التمارين على الحروب ضد القوات اللامتماثلة وغير النظامية. إضافة إلى تنوع وشمول التمارين لكافة القوات الجوية والبحرية والبرية والخدمات الطبية والمساندة سيعود بالفائدة ولا شك على الجاهزية لكل القطاعات المشاركة في هذه المناورات والتمارين.

أكبر المناورات العسكرية في العالم

ريمباك

أكبر مناورة بحرية عالمية

تُقام كل سنتين في هاواي الأمريكية

تشارك فيها 25 دولة

النجم الساطع

تُعدّ أكبر مناورة عسكرية مشتركة في منطقة الشرق الأوسط

تُقام كل سنتين في مصر

تشارك فيها 12 دولة

الدرع الأخضر

تُقام كل سنتين في السعودية

بمشاركة 20 دولة

تُعدّ أكبر مناورة عسكرية مشتركة في منطقة الخليج

زاباد

تُقام كل سنتين في روسيا

بمشاركة 10 دول

أكبر مناورة عسكرية في آسيا الوسطى

فوستوك

تُقام كل 4 سنوات في روسيا

تشارك فيها 20 دولة

أكبر مناورة عسكرية مشتركة في منطقة شرق أوروبا

كوبر براذرز

تقام سنويًا في الولايات المتحدة الأمريكية

تشارك فيها 20 دولة

أباتشي فاير

تقام سنويًا في الولايات المتحدة

تشارك فيها 15 دولة

جبال الألب

تقام سنويًا في إيطاليا

بمشاركة 10 دول

ساتر

تقام سنويًا في الهند

تشارك فيها 10 دول

المدافع الصلب

ينظمها حلف الناتو

تهدف إلى اختبار قدرة الحلف على الدفاع عن دوله الأعضاء

رعد الشمال

تُجرى في منطقة الشرق الأوسط

تهدف إلى تعزيز التعاون العسكري بين الدول العربية والإسلامية