في وقت وصلت فيه أجور قصور الأفراح إلى مبالغ كبيرة تتراوح ما بين 20 وحتى 100 ألف ريال تبعا لحجمها والخدمات المقدمة فيها، من بوفيه وضيافة وغيرها، انقسم كثيرون حيال من الأولى بالإشراف على تلك القصور، حيث رأى كثيرون أن المشرفات هن الأكثر حرصا على تلك القصور، وهن الأكثر ميلا نحو مواكبة التطورات والعناية بالتجهيزات، بينما مال كثيرون إلى أن المشرفين الرجال، وعلى الأخص العمالة، غالبا ما يكونون أكثر جهلا مقارنة بالمشرفات بالأمور ذات العلاقة بعمل تلك القصور، حيث تسجل كثير الملاحظات السلبية على القصور التي تشرف عليها العمالة من الرجال، ومنها عدم صيانة الغرف الداخلية وتهالكها، وتهالك دورات المياه والمرافق الأخرى.

ويشير كثيرون إلى أن هؤلاء المشرفين من العمالة ينصرفون إلى بناء علاقات شخصية مع المستأجرين بما يخدم مصالحهم الخاصة، تاركين أعمالهم الأساسية، المتمثلة في الإشراف وتطوير مرافق القاعة، التي يهملون صيانتها ونظافتها.

غياب المشرفات


يبين محمد الغامدي أنه في أثناء بحثه عن قاعة أفراح لإقامة زواجه صُدم من تهالك المرافق داخل القصور، وقال: «وجدت معظم الغرف الملحقة بالقاعات متهالكة نتيجة غياب صيانة المرافق الداخلية».

وأضاف: «يتم الاعتماد في كثير من تلك القصور وبشكل أساسي على العمالة دون وجود مشرفات متخصصات لإدارة كل التفاصيل، والإشراف على جودة الخدمات المقدمة. كما أن غياب المشرفات يؤدي إلى بعض القصور في تنظيم الحفلات، خاصة فيما يتعلق براحة الضيفات، والتنسيق بين مختلف الأقسام، مثل الضيافة، والديكور، والخدمة العامة».

وأكد أن «وجود مشرفات من السيدات يمكن أن يسهم في تحسين التجربة العامة للضيوف، وضمان تقديم خدمة راقية تتناسب مع تطلعات العملاء».

تهالك المرافق

يشير غازي الصافي، وهو صاحب قصر أفراح في جدة، إلى أن عدم إجراء الصيانة بشكل دوري وبانتظام يؤدي إلى تدهور المرافق مثل التكييف والإضاءة ودورات المياه، والأثاث، موضحا: «كثرة الحفلات والمناسبات قد تؤدي إلى استهلاك المرافق بسرعة، خاصة إذا لم يتم الاهتمام بالتجديد، وكثير من أصحاب القصور يهتمون فقط بالربح دون التركيز على تحديث التجهيزات، بينما تحتفظ بعض القصور بالديكور والتجهيزات نفسها سنوات طويلة، لذا فإنها تبدو قديمة وغير مناسبة لمتطلبات العملاء الحديثة».

وتابع: «تسهم ضعف جودة البناء، وكذلك المواد المستخدمة في التشطيب في حدوث تلف سريع، لذلك فإن اعتماد عدد من ملاك القصور على العمالة من الرجال في الإشراف أسهم في تدهور قصور الأفراح».

ورأى أن المشرفات والموظفات هن أكثر خبرة وحرصا ومتابعة فيما يتعلق بتجهيزات ومستلزمات قصور الأفراح، وهن الأحرص على متابعة إجراءت الصيانة الدورية مع العمال لكل المرافق، مثل التكييف والإضاءة وصيانة الغرف ودورات المياه. كما أنهن أكثر حرصا على متابعة استبدال الأثاث والتجهيزات بشكل دوري، للحفاظ على مستوى القاعة، وتحديث التصميم والديكور لجذب العملاء ومواكبة الاتجاهات الحديثة، وغالبا ما يكون لديهن أفكار واقتراحات جديدة ربما تقلل من التكاليف الطويلة الأمد.

خدمات رديئة

توضح ريم البقمي، وهي موظفة في أحد قصور الأفراح أن «ضعف الإدارة يؤدي إلى تقديم خدمات رديئة، تقود في المحصلة إلى عزوف العملاء وتراجع سمعة القاعة أو قصر الأفراح».

وأشارت إلى أن «غالبية قصور الأفراح تعيّن مشرفين، وتكون النتيجة إهمال المرافق، وتهالك الغرف الداخلية، ودورات المياه، إلى جانب انتشار الحشرات، وذلك بسبب أن العمالة التي يتم توظيفها تكون أقل خبرة من النساء، وبالتالي لا يكون هناك اهتمام واضح بالقاعة التي يشترط ملاكها مبالغ كبيرة لتأجيرها».

وطالبت بأن يكون هناك نظام صارم يشترط على ملاك قاعات الأفراح تعيين موظفات مشرفات بدل العمالة، لتطوير القاعات بما يتماشى مع التطورات الحديثة.

وأكدت أن غالبية العمالة المشرفة على القاعات تبحث عن المصالح الشخصية، حيث يسعون إلى تكوين صداقات مع المستأجرين، لخدمة مصالحهم الخاصة بعيدا عن الاهتمام بعملهم الأساسي، وهو الإشراف والاهتمام بمرافق القاعة.

وأضافت: «لا بد قبل اختيار القاعة أن يزورها شخصيا الراغب بحجزها، والتأكد من مستوى النظافة، ولا بأس أن يسأل عن خدمات التنظيف المقدمة، وأن يقرأ التقييمات على مواقع أو صفحات قصر الأفراح المعني، وأن يبحث عن آراء العملاء السابقين على الإنترنت، لمعرفة مستوى النظافة والخدمة، وأن يضع شرطا في العقد عند الاتفاق يتضمن مستوى معينًا من النظافة قبل الحفل، وإبلاغ الإدارة في حال التقصير فورًا ليتم تدارك الأمر. كذلك طلب إحضار فريق تنظيف إضافي في بعض الحالات، حيث يمكن الاتفاق مع شركة تنظيف، لضمان بيئة نظيفة خلال المناسبة، على أن تكون كلفته ضمن قيمة استئجار قصر الأفراح».