وتبرز عدد من المهن الموسمية في هذا الشهر، بعضها يركز على مسألة التراث، بينما يركز الآخر على سوق المأكولات والأطعمة، على الأخص ما ارتبط منها برمضان، مثل بيع السوبيا والسمبوسة وغيرها، وهو ما يعد نشاطا ملحوظا كذلك للأسر المنتجة التي تجد في الشهر سوقا نشطة ومنتعشة لمثل هذه المأكولات.
طلاب مدارس
يتفق صادق الحدب ورمزي القطيفي على أن معظم المهن «المؤقتة» أو «الموسمية» في شهر رمضان يتصدى لها شباب سعوديون ممن يعملون في القطاع الخاص كعاملين أو مستخدمين بأجور مالية بسيطة، حيث تضمن لهم هذه المهن إيرادا ماليا إضافيا.
ويؤكدان أن هناك كثيرين من هؤلاء العاملين يحرصون على أخذ إجازاتهم في شهر رمضان، للعمل في هذه المهن الموسمية.
وتنتشر في معظم المدن السعودية أكشاك وعربات «شعبية» لبيع المأكولات والمشروبات الشعبية، مثل الكبدة والبليلة والسمبوسة والسوبيا وغيرها، ومعظم من يعملون فيها هم في الأغلب طلاب في الجامعات والمدارس، مع قلة أقل من العاملين في القطاع الخاص.
عقود شهرية
يوضح الحدب والقطيفي أن تراجع الطلبات على مطاعم «المشويات» يدفع بعض العاملين فيها إلى تحويل جزء من نشاط المطعم إلى إنتاج وبيع المفرزنات، وشرائح السمبوسة، والسوبيا، والحلويات والكنافة.
كما تركز الأسر المنتجة المتخصصة في أعمال مختلفة على التصنيع الغذائي، مثل إعداد أكلات شعبية وتسويقها قبل وجبة الإفطار أو في المساء، وكذلك إعداد وجبات السحور، لافتين إلى أن هناك توسعًا خلال الفترة الأخيرة في إبرام عقود شهرية مع أسر منتجة، لتوفير وجبات إفطار بشكل يومي وفق جدول، تتوزع فيه الوجبات بشكل يومي، ومعظم زبائن تلك العقود الشهرية هم من فئة الشباب «العزاب» الذين يسكنون مع بعض بعضا في شقق سكنية، وتربطهم علاقة عمل أو صداقة أو اغتراب بعيدا عن أماكن إقامة أسرهم.
أغذية ومشروبات
أبان المستشار الاقتصادي علي الغدير لـ«الوطن» أن النشاط الاقتصادي يتجلى خلال الشهر الكريم في عدد من القطاعات، ومن أبرزها قطاع الأغذية والمشروبات الذي يشهد ارتفاعا في معدلات الإنتاج والاستهلاك، لتلبية الطلب المتزايد على التجهيزات الرمضانية، وكذلك قطاع التجزئة الذي يشهد إقبالا على الملابس التقليدية، والعطور، والهدايا المرتبطة بالمناسبة، وقطاع الخدمات اللوجستية مع تزايد خدمات التوصيل لتلبية احتياجات المستهلكين في ظل النمو المتسارع في المشتريات الإلكترونية، وقطاع الترفيه والفعاليات الذي يشهد نشاطا ملحوظا في تنظيم البرامج الثقافية، والأسواق المؤقتة التي تضفي أجواءً رمضانية مميزة.
إدارة الفعاليات الرمضانية
أضاف الغدير: «النشاط الرمضاني لا يقتصر على المهن التقليدية فقط، بل شهدت السنوات الأخيرة ظهور مهن موسمية مبتكرة تتماشى مع التطورات التكنولوجية واحتياجات السوق الحديثة، مثل تنظيم وإدارة الفعاليات الرمضانية، حيث تبرز خدمات تنظيم الخيام والبرامج الثقافية كأحد الركائز الأساسية لاستقطاب الزوار، وصناعة المحتوى الرقمي التي تتيح لمنشئي المحتوى تقديم برامج تعليمية وترفيهية تتعلق برمضان على المنصات الإلكترونية، والتصميم والخدمات الإبداعية، حيث يتزايد الطلب على الإعلانات والهوية البصرية الخاصة بالمناسبات الرمضانية، والدورات التدريبية والاستشارات التي تركز على مجالات مثل التخطيط المالي وإدارة الوقت خلال الشهر، مما يعزز الكفاءات الشخصية والمهنية».
عمالة مقيمة
أشار الغدير إلى أنه يُلاحظ خلال رمضان المبارك توجه جزء من العمالة المقيمة إلى العمل في المهن الموسمية كوسيلة لتعزيز الدخل، مما يعكس مرونة سوق العمل، وقدرة الأفراد على التكيف مع التغيرات الاقتصادية المؤقتة، إلا أن هذا التحول يستدعي رقابة وتنظيما يضمن استفادة المواطنين ورواد الأعمال المحليين دون التأثير سلبيا على استقرار القطاعات التقليدية.
كما لفت إلى أن شهر رمضان ليس مجرد شهر روحاني فحسب، بل هو فرصة اقتصادية واعدة تدعو إلى الابتكار والاستثمار في المشاريع الصغيرة والمتوسطة، إذ إن استثمار هذه الفرص بأسلوب يجمع بين الحفاظ على التراث والتطور التقني يفتح آفاقًا جديدة للنمو الشخصي والاقتصادي.
الأسر المنتجة
يعود صادق الحدب إلى الإشارة إلى أن الإجراءات النظامية التي تتبعها الجهات المختصة حدت كثيرًا من دخول العمالة «المقيمة» إلى الأسواق المحلية، ومضايقة السعوديين في المهن الموسمية، وتحديدًا في شهر رمضان. وقال: «في السابق كنا نشاهد العمالة تمارس مختلف المهن دون رخصة نظامية. أما في وقتنا الحالي فلا يمكن للعامل المقيم ممارسة المهنة الموسمية، وبالأخص المهن المتعلقة بالمأكولات والمشروبات، بل صار للأسر المنتجة مساحة أوسع في هذه المهن الموسمية، وبإجراءات ميسرة تتمثل في الحصول على شهادة العمل الحر».
مفرزنات العائلات المقيمة
أما القطيفي فيرى أن هناك بعض العائلات «المقيمة» تزاول بيع المنتجات الغذائية، وبالأخص «المفرزنات»، من منازلها، وتسوق لذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي. لكنه استدرك أن المهن الموسمية تحولت إلى الأسر المنتجة والشباب السعوديين.
قطاعات تنشط فيها المهن الموسمية في رمضان:
• الأغذية والمشروبات
• التجزئة
• الخدمات اللوجستية (التوصيل)
• الترفيه والفعاليات
• تنظيم وإدارة الفعاليات الرمضانية
• صناعة المحتوى الرقمي
• التصميم والخدمات الإبداعية
• الدورات التدريبية والاستشارات