كشف باحث أكاديمي عن أن هناك أكثر من 150 خطاطا حول العالم لكتابة المصحف الشريف، مشيرا إلى أن كتابة المصحف كاملا من قِبل الخطاط الواحد قد تمتد إلى عامين كاملين.

وقال الأكاديمي والباحث في الدراسات القرآنية الدكتور عبدالعزيز الضامر: «كتابة المصحف الشريف قد تستغرق عامين كاملين، وهناك ارتباط وثيق عند الخطاطين للمصحف الشريف في الدعوة إلى الإسلام وجماليات الخط العربي، وبعض الخطاطين يُطلق عليهم «الحافظون»، وذلك لحفظهم القرآن الكريم من تكرار كتابتهم المصحف الشريف».

سكر في الحبر


أشار الضامر إلى أن بعض خطاطي المصحف الشريف يحرصون على وضع «سكر» في الحبر، لإكساب الكتابة لمعانًا وبريقًا. وأضاف: «تحولت كتابة المصحف الشريف في وقتنا الحالي من اليدوية إلى الآلية، وقد كان للنساء دور في زخرفة الآيات القرآنية».

واستعرض حزمة من الفوائد والمكاسب من تجربة تعامله مع خطاطي المصحف الشريف في مختلف دول العالم، قائلا: «يستشعر خطاطو المصحف الشريف عظم عملهم في خدمة كتاب الله تعالى، ويعدون كتابته شرفا ما بعده شرف».

وأضاف: «تعلمت منهم حب الجمال والإبداع، وتعميق فكرة الأستاذ والتلميذ، وتوريث الخط العربي، وحرص الخطاط على لوحته كحرصه على أولاده».

جماليات المصحف الشريف

من جهته، عزا الخطاط زكي الهاشمي، خطاط وباحث في التوزيع الفني لكتابة المصحف الشريف، الاهتمام بدراسة كتابة المصحف الشريف وجمالياته إلى 4 أسباب رئيسة، وهي أن المصحف الشريف جمع جماليات الكتابة العربية، وكان السبب الرئيس في تطورها، وأن المصحف هو دستور الأمة الإسلامية وكتابها الخالد، لهذا حظي بالاهتمام الكبير من قِبل الفنانين الذين وضعوا فيه كل ما يمكن عمله جماليًا، ولأن المصحف الشريف هو أطول نص عربي تم الاهتمام به. لهذا، فإن جمالية الكتابة العربية في النصوص الطويلة تُظهر بعض الفنون التي لا تظهر في النصوص القصيرة، ولأن المصحف الشريف به من الأحكام الفرعية المتعلقة بالكتابة ما ليس في غيرها من النصوص الأخرى، فدراسة الجانب الجمالي الفني هو دراسة لكثير من الأمور المتعلقة بها.

الخط الحجازي

أوضح الهاشمي: «أول الخطوط العربية الخط المكي، وبعده المدني، ثم البصري، ثم الكوفي. أما المكي والمدني، ففي ألفاته تعويج إلى يمنة اليد وأعلى الأصابع، وفي شكله انضجاع يسير، وقد أطلق بعض الدارسين المحدثين، خاصة من المستشرقين، على الخط العربي الذي كُتِبَتْ به المصاحف الأول «الخط الحجازي» اختصارا في التسمية للخطين المكي والمدني».

4 منهجيات

بدوره، تطرق معلم الخط العربي في الحرم المكي الشريف الدكتور أحمد الخضير (كتب المصحف الشريف مرتين) إلى 4 منهجيات لكتابة المصحف الشريف، وهي:

1- بأكثر من خط سواء كان المحقق مع الريحان، أو النسخ على شكل يقارب المرقعات.

2- بخط الكوفي، مع إلحاق علامات الإعراب، أو مع إضافة علامات الإعجام في صفحات أفقية بسطور قليلة.

3- بخط الكوفي المشرقي، مع إضافة دلالات علوم القرآن مزدانا بالألوان المغايرة، ومصحوبا بالجماليات الزخرفية.

4- بخط المحقق في سطور قليلة بمداد أسود أو مداد الذهب، مع اعتناء بعلامات الإعراب والإعجام الحديث.

الاهتمام بالخط

بالنظر إلى أهمية الخط العربي كخط جمالي، أوصى خطاطون ومهتمون بالخط العربي بضرورة إدراج «وحدات» دراسية متخصصة في الخط العربي ضمن مقررات التربية الفنية لكل المراحل الدراسية، مؤكدين أهمية تلك الخطوة، والبدء فيها منذ صفوف الطفولة «المبكرة»، وهي المرحلة التي يحسن فيها الطفل الإمساك بالقلم بشكل صحيح، ومنها الانطلاق إلى الكتابة بخط حسن وجميل.

وشددوا على أن الكتابة بخط جميل هي بداية تفوق وتميز الطالب، فمن خلالها يمكن قراءة النص بيسر وسهولة وارتياح، وهي تحفز وتشجع على القراءة.

لماذا يُهتم بكتابة المصحف الشريف بخط اليد؟

ـ لأنه دستور الأمة الإسلامية وكتابها الخالد، لذا يحظى بقيمة عالية جدا

ـ لأنه أطول نص عربي تم الاهتمام به، وجمالية الكتابة العربية تظهر في النصوص الطويلة وليس النصوص القصيرة

ـ لأن به من الأحكام الفرعية المتعلقة بالكتابة ما ليس في غيره من النصوص الأخرى

3 خطوات لكتابة المصحف الشريف

1- كتابة الرسم دون ضبط

2- عمل نقاط الإعجام

3- عمل بقية الحركات