حدد نظام التبرع بالأعضاء البشرية عددا من الشروط لتبرع الأشخاص أو إيصائهم بالتبرع بعضو من أعضائهم البشرية، وبما لا يتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية، مشترطا أن يجري ذلك بصورة مكتوبة وموثقة على النحو الذي تحدده اللائحة.

كما أجاز النظام أنه في غير الحالتين الواردتين سابقا (تبرع الشخص أو إيصائه بالتبرع بعضو من أعضائه)، نقل الأعضاء البشرية من الإنسان المتوفى بناءً على موافقة أقرب وريث له. فإن تعذر التعرف على الورثة؛ فتؤخذ موافقة أقرب الأقارب إليه. وإذا تعدد الأقارب وكانت مرتبتهم واحدة؛ فيجب الحصول على موافقة الأغلبية منهم على الأقل.

كما أبقى النظام على رغبة المتبرع أو الموصي بالتبرع قيد قراره هو، إذ أجاز له الرجوع عن ذلك، ونص في المادة الرابعة منه على أنه: يجوز لكل من المتبرع قبل إجراء عملية استئصال عضوه البشري المتبرع به، والموصي المتبرع قبل وفاته؛ العدول عن التبرع دون أي قيد أو شرط، ويسري هذا الحكم على من صدرت منه الموافقة من الورثة أو الأقارب.


الموت الدماغي

يعرف الموت الدماغي بأنه الحالة التي تُعلن فيها وفاة الإنسان من الناحية الطبية، حيث يتوقف الدماغ بالكامل عن العمل بشكل نهائي وغير قابل للعودة، ومع ذلك، قد تظل بقية أعضاء الجسم تعمل لبعض الوقت بفضل أجهزة التنفس الصناعي.

وهذه اللحظة، على الرغم من قسوتها، قد تكون بداية أمل لشخص آخر ينتظر الحياة.

ويوضح استشاري القلب الدكتور كريم أحمد أن «الموت الدماغي يُعرف طبياً بأنه التوقف الكامل وغير القابل للعكس لوظائف الدماغ، بما في ذلك الدماغ الأوسط وجذع الدماغ. ولا يمكن للإنسان في هذه الحالة أن يتنفس أو يؤدي أي وظيفة حيوية دون مساعدة الأجهزة. ويُؤكد الأطباء التشخيص عبر سلسلة من الفحوصات الدقيقة والمراقبة المستمرة، لضمان أن الحالة نهائية ولا مجال للشك».

وعن تبرع المتوفى دماغيا بأعضائه، قال «يجتمع الأطباء المشرفون على الحالة مع أقارب المتوفى ويطلعونهم على أهمية التبرع بالأعضاء، وكيف يمكن للمتوفى دماغيا أن يمنح الأمل لمرضى ينتظرون دورهم للحصول على متبرع لإنقاذ حيواتهم، وبعد أخذ موافقتهم على التبرع تتم الإجراءات، حيث يستأصل العضو الذي يحتاجه مريض آخر لزراعته له».

وبين أن الأعضاء التي يمكن التبرع بها، هي «القلب، والرئتين، والكبد، والكليتين، والبنكرياس، والأمعاء، والعظام، والقرنية، وصمامات القلب».

ويعلق أخصائي الباطنية الدكتور علي جمال «كل عضو من هذه الأعضاء يمكن أن ينقذ حياة مريض يعاني من فشل عضوي حاد. بمعنى آخر، شخص واحد يمكن أن يُنقذ حياة ما يصل إلى 8 أشخاص».

حياة جديدة

يشير الدكتور جمال إلى كثيرا من المرضى قد يقضون سنوات على قوائم الانتظار لزرع عضو ينقذ حياتهم، بعضهم أطفال، وربما شباب أو كبار، يعانون يومياً من آلام المرض والمعاناة النفسية، وحين تأتي فرصة التبرع، فإنها لا تكون مجرد إجراء طبي، بل معجزة حقيقية يهبها شخص قد غادر الحياة، ولذا فالتبرع بالأعضاء يُعد من أعظم صور الإحسان والصدقة الجارية، لأن فيه إنقاذاً للنفس، وهو من أعظم الأعمال، لقوله تعالى «ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً».

حالات إنسانية

يقول مشاري فهد «أصيب ابني ـ 15 عاما ـ بالفشل الكلوي، وعانى كثيرا من صعوبات غسيل الكلى، وانتظرنا متبرعا لنقل كليته، وكانت اللحظة التي اتصل فيها المستشفى بنا يخبرنا بأنه وجد متبرعا لا توصف».

ويضيف: «كان المتبرع شابا تعرض لحادث مروري، وأعلنت وفاته دماغيا، ووافقت أسرته على التبرع بالكلى، ما أعاد لابني صحته، وعلى الرغم من الألم الذي عانته أسرة الشاب بفقده، إلا أنها اتخذت قرارا نبيلا حمل الأمل والرحمة. هو قرار صعب، لكنه عظيم، يخلّد الإنسان في ذاكرة من أنقذهم، ويمنح الحياة لمن ظن أنها ستنتهي».

التبرع بالأعضاء

من جانبها، أوضحت وزارة الصحة أن التبرع بالأعضاء «عملية جراحية يتم فيها إزالة أحد الأعضاء أو الأنسجة من جسد شخص حي أو متوفى (المُتبرّع) بهدف نقلها وزراعتها في جسم شخص آخر مُتلقٍ (متبرع له) نتيجة وجود ضرر في أحد أعضائه.

وقسمت الوزارة التبرع إلى نوعين، أولهما من متبرع حي، حيث يقوم المتبرع بالتبرع بجزء من الكبد، أو إحدى الكليتين، أو نخاع العظم إلى متلقٍ محدد أو غير محدد، مع الاستناد إلى الحاجة الطبية والتوافق.

وثانيهما التبرع من متوفى دماغيًا، ويتم بسماح الشخص بإزالة أي عضو من أعضائه، بطريقة قانونية، عن طريق الموافقة حين كان المتبرع على قيد الحياة، أو بموافقة أقرب الأقرباء بعد الوفاة.

آلية التبرع

حددت آلية التبرع بالأعضاء في حال الوفاة الدماغية، أولا بقرار الشخص نفسه، حيث يستطيع تسجيل رغبته بذلك عن طريق تطبيق (توكلنا)، ويكون التسجيل لإبداء الرغبة فقط، وهي غير كافية، إذا لا بد من سؤال الأهل، وأخذ الموافقة الخطية منهم في حال الوفاة. وتأكيد الرغبة بالتبرع بالأعضاء من قبل الأهل يسهم في اتخاذهم قرار التبرع في حال الوفاة.

أما التبرع بالأعضاء أثناء الحياة، فيمكن حدوثه حيث يستطيع الشخص الحي التوجه إلى أقرب مركز زراعة، حسب اللائحة المعتمدة من قِبل المركز السعودي لزراعة الأعضاء، وإبداء رغبته في التبرع، ليتم توجيهه حسب الآليات المتبعة للمتبرعين الأحياء.

شروط التبرع بالأعضاء أثناء الحياة

* ألا يقل عمر المتبرع عن 18 عامًا.

* سلامة صحة المتبرع النفسية والجسدية.

* ألا يؤدي التبرع إلى الإضرار بالمتبرع أو المتبرع له.

* أن يكون التبرع مدعومًا بإقرار كتابي وموثقًا من المتبرع.

* توافق فصائل الدم.

نشاط قطاع التبرع وزراعة الأعضاء خلال 2024

59.5 معدل زراعات الأعضاء لكل مليون نسمة

39 % زيادة في معدل الاستفادة من الأعضاء (عضو لكل متبرع )

125 عملية إخلاء جوي

19 مستفيدا من البرنامج الوطني لتبادل الكلى بين الأسر

زراعات أعضاء من متبرعين بعد الوفاة

393 حالة

203 زراعة كلية

101 زراعة كبد

40 زراعة قلب

34 زراعة رئة

15 زراعة بنكرياس

67 قرنية

7 صمامات القلب