يشتهر المركز بتنوعه البيئي ومقوماته السياحية الفريدة، لا سيما شلالاته الجارية التي تضفي سحرًا خاصًا، يجذب الباحثين عن الجمال البكر، والمغامرين المتلهفين لاكتشاف الطبيعة، كما يتميز بثقافة غنية تتجلى في الفنون الشعبية والألوان التراثية التي تحاكي روح المكان وهويته الأصيلة.
تتميز كحلا بتكوينها الجغرافي المميز حيث تتناثر الأودية بين المرتفعات والجبال، وتشكل عيونها الجارية لوحة طبيعية آسرة، ويجتمع ذلك مع إرث ثقافي غني يظهر في المهرجانات والزي التقليدي والألوان الشعبية التي تعكس أصالة الإنسان وارتباطه بأرضه، ما جعلها وجهة استثنائية تنبض بالحياة، وتروي حكاية الجمال في قلب عسير.
وتمتد الجبال الشاهقة من صخور نارية وصخرية متينة، كما تنساب الأودية بين المرتفعات، ويتميز المركز بتضاريسه الغنية من كهوف صخرية وتكوينات جيولوجية، أودية وجبال محيطة تمنحه طابعًا فريدًا يعكس ثراء البيئة المحلية.
أودية وجبال
تحتضن كحلا عددًا من الأودية والجبال، ومن أبرزها:
وادي أفقه: يقع غرب الربوعة ويتميز بكثافة عالية من الأشجار المتنوعة التي يصعب التنقل بينها، كما يحتفظ بخضرته الدائمة على مدار العام، وله فروع عدة تتشارك معه في الجمال.
جبل نويب: أحد الجبال الشاهقة في الربوعة، تنتشر على سفوحه المزارع الخضراء، ويشرف على الربوعة ووادي كحلا.
وادي كحلا: يقع غرب الربوعة ويُعد من أجمل الأودية، حيث تمتاز أرضه بطبيعتها الترابية، وتحيط به جبال شامخة مثل جبل الييس والعمد، ويعرف بعيونه الجارية على مدار العام.
وادي الجو: وادٍ جميل يسيل من الربوعة ويلتقي مع وادي كحلا، ويقع شمال شرق وادي كحلا وغرب الربوعة، وتتميز طبيعته الخلابة بمواقع متنوعة تتصل بطرق مسفلتة تربط الربوعة بوادي الحياة والفرشة وظهران الجنوب، مرورًا بعقبات طبيعية خلابة مثل عقبة شني والجوة.
طريق العز
شهد مركز كحلا بمحافظة الفرشة نقلة نوعية في البنية التحتية بعد تنفيذ مشروع طريق العز الذي افتتحه أمير عسير الأمير تركي بن طلال وبلغت تكلفة نحو 30 مليون ريال، وجرى إنجازه خلال 10 أشهر فقط.
ويمثل الطريق رابطًا حيويًا بين مركز كحلا ومركز خشم عنقار، مما يسهل وصول الزوار ويعزز الحركة السياحية والتنموية، ويُسهم في إتاحة الفرصة لاكتشاف ما يزخر به المركز من مقومات طبيعية وسياحية.
مهرجان العسل
يحتفي مركز كحلا سنويًا بمنتجه الزراعي الأشهر، العسل الطبيعي من خلال إقامة مهرجان العسل الذي ينظمه فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة في عسير، ليصبح علامة مميزة للمركز تجذب أعدادًا كبيرة من الزوار والمهتمين. ويهدف المهرجان إلى دعم النحالين المحليين والتعريف بمنتجاتهم، وتعزيز الحراك السياحي والاقتصادي.
ويشتمل المهرجان على معارض لمنتجات العسل ومشتقاته، وفعاليات ثقافية وترفيهية تسهم في إبراز هوية عسير وتعريف الزوار بعراقة الموروث المحلي.
إرث وهوية
لا يقتصر تميز المركز على طبيعته الخلابة فحسب، بل يعانق الإرث الثقافي الأصيل الذي يتجلى في مظاهر الحياة اليومية ومناسبات الأهالي. حيث يشتهر المركز بالأزياء التهامية التقليدية التي تحمل طابع البساطة والجمال، وتعكس ارتباط الإنسان بأرضه وهويته.
كما تحتل الألوان الشعبية مكانة بارزة في المناسبات الاجتماعية والمهرجانات، ومن أبرزها ألوان اللعبة «الصفقة» القزوعي والزوامل والمراحب، وهي ألوان تراثية ترمز للفخر والانتماء، وتُؤدى على وقع الأهازيج والإيقاعات الشعبية الجامعة للأصالة والحيوية.
ويُعد هذا التنوع الثقافي جزءًا لا يتجزأ من تجربة الزائر، إذ يمنحه فرصة للتعرف على الفنون الشعبية العريقة التي ما زالت تحتفظ ببريقها وحضورها.
ضيافة وحفاوة
يمتاز أهالي كحلا بكرم الضيافة وحفاوة الاستقبال، حيث يشكل التعامل الودود والروح الترحيبية عنصر جذب إضافيا يعزز من مكانة المركز كوجهة سياحية محببة.
ويعد مركز كحلا نموذجًا لما تشهده منطقة عسير من اهتمام بتطوير البنية التحتية، وتفعيل المهرجانات، والاستفادة من المقومات الطبيعية والبيئئة، وذلك في إطار تطوير قطاع السياحة كرافد اقتصادي مهم، عبر مشاريع تنموية وموسمية تسهم في استقطاب الزوار والسائحين.
كحلا
ـ مركز في محافظة الفرشة، أقصى جنوب منطقة عسير، على بُعد 150 كلم جنوب أبها
ـ يمتاز بجبال شاهقة من الصخور النارية والصخرية وأودية وعيون وشلالات جارية طوال العام
ـ أبرز أوديته وجباله: وادي أفقه، جبل نويب، وادي كحلا، وادي الجو
ـ يمتاز بأنشطة عدة مثل مهرجان العسل، وبالأزياء التهامية التقليدية، والألوان الشعبية مثل القزوعي والصفقة والزوامل والمراحب