واشنطن، دمشق: بارعة ياغي، الوكالات

في موقف هو الأول من نوعه منذ بداية الاحتجاجات السورية، اعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن بشار الأسد فقد شرعيته.
وقالت كلينتون في مؤتمر صحفي بعد هجوم أنصار النظام السوري على السفارتين الأميركية والفرنسية ومنزل السفير الأميركي في دمشق أمس لقد فقد الأسد شرعيته، لقد أخفق في الوفاء بوعوده.
وأضافت، إنه يرتكب خطأ حين يعتبر أنه شخص لا يمكن الاستغناء عنه. إلى ذلك، دعا البيان الختامي للقاء التشاوري للحوار الوطني في دمشق إلى تشكيل لجنة لمراجعة الدستور.


اشتدت الأحداث على الساحة السورية أمس على أكثر من صعيد، حيث هاجم متظاهرون سفارتي الولايات المتحدة وفرنسا في دمشق احتجاجا على زيارة السفيرين الأميركي والفرنسي لحماة، فيما أصدر اللقاء التشاوري للحوار الوطني بيانه الختامي، مسبوقا بمقتل شخص وإصابة 20 آخرين برصاص الأمن في حمص.
وهاجم نحو 300 متظاهر سوري مؤيد للنظام سفارتي أميركا وفرنسا ومنزل السفير الأميركي في دمشق، احتجاجا على الزيارة التي قام بها السفيران الأميركي روبرت فورد والفرنسي إريك شوفالييه إلى مدينة حماة يومي الخميس والجمعة الماضيين. ورشق المتظاهرون مبنى السفارة الأميركية بالحجارة، وحطموا زجاج مدخل الزوار، كما تمكن أحد المتظاهرين من تسلق سور السفارة المرتفع، ما دفع الحراس إلى إطلاق قنابلة مسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين.
كما قامت مجموعة غاضبة أخرى بمحاصرة السفارة الفرنسية ورشقتها بالحجارة، إلا أن حراس السفارة الفرنسية أطلقوا النار باتجاه المتظاهرين، بينما أفاد شهود أن رجال الأمن الفرنسيين قاموا بإدخال متظاهرين إلى داخل السفارة وضربهم.
ودانت الولايات المتحدة وفرنسا الاعتداء على سفارتيهما، إذ اعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلنتون الرئيس السوري بشار الأسد فقد شرعيته ولم يف بوعوده. وأضافت أن الأسد ليس شخص لا يمكن الاستغناء عنه وأن الولايات المتحدة ليست معنية ببقاء نظامه في السلطة. وكانت الخارجية الأميركية اتهمت رسميا سورية أمس بامتناعها عن حماية السفارة، التي تعرضت لأضرار مادية، مشيرة إلى أن الهجوم تم بتشجيع من تلفزيون مؤيد للحكومة السورية. كما قال مسؤول أميركي إن الخارجية تعتزم استدعاء القائم بالأعمال السوري للشكوى بشأن الهجوم. ونشعر أنهم تقاعسوا في حماية السفارة، وسندين بطء ردهم. ودانت الخارجية الفرنسية الهجوم المدعوم من السلطة، مشيرة إلى إصابة 30 من حراس الأمن في الهجوم، حسبما أعلن المتحدث باسمها برنار فاليرو. وأكد المتحدث أن أمن السفارة أطلق ثلاثة عيارات تحذيرية فقط ضد المتظاهرين.
واختتم اللقاء التشاوري للحوار الوطني الشامل أعمال يومه الثاني ببيان ختامي تضمن توصيات رفعها إلى الأسد.
من جهة أخرى واصل الجيش السوري أمس عمليته الأمنية في منطقة جبل الزاوية بمحافظة أدلب (شمال غرب). وقال المرصد إن الجيش قام مدعوما بالدبابات بعمليات مداهمة في قرى كفرحيا وسرجة والرامي وقام باعتقالات في كفر نبل. كما جرت عمليات اعتقال في ضواحي حماة، وكذلك في مدينة بانياس الساحلية حيث تم توقيف 5 أشخاص بتهمة التقاط صور للتظاهرات. وسمع أيضا إطلاق نار فجر أمس في حمص. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان كشف أمس أن شخصا قتل وأصيب 20 آخرون في حمص لدى اقتحام قوات الأمن للمدينة أول من أمس. وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية السورية شنت أيضا حملة مداهمات واعتقالات في الأحياء الجنوبية لمدينة بانياس واعتقلت 25 شخصا واعتدت بالضرب على آخرين.