هم أشخاص عاديون لا يعرفهم سوى مجتمعهم البسيط من أقارب وأصدقاء محددين فقط. وفي مرحلة انتقالية بسيطة جداً وقصيرة عند أغلبهم ومفاجئة لهم، أصبحوا معروفين ويتابعهم الملايين! هذه المرحلة الانتقالية والحياة الجديدة لهم من صخب الأضواء والأموال تتطلب من هؤلاء التطوير في مهارات كثيرة منها التعامل مع الجماهير ووسائل الإعلام والجرائم المعلوماتية وقبلها التعليم والوعي والإدراك بحجم المسؤولية. فهذا النمط من الحياة رغم كثرة إغراءاته ولكنه لا يناسب الكل.
الإنسان بطبيعته يتصرف وفق تربيته وعفويته ويتفاعل مع محيطه بما يمليه عليه الموقف. هذه العفوية مشكلتها مع مشاهير شبكات التواصل الاجتماعي تحديدا أنها موثقة ويتابعها الملايين، فكل كلمة كان يعتاد هذا المشهور المسكين أن يقولها بكل عفوية مع جماعته المحدودة جداً الآن أصبحت أمام الملأ وهنا تبدأ الدوامة.
فهو يعتقد أن توثيقه لجلسته مع أصدقائه وممازحته لهم في ملحق بيته ما هي إلا جلسة عفوية محفوفة بينهم. لكنه يتناسى بأنه يوثقها تراكميا لدى متابعيه فهم يعيشون وكأنهم معه. وعندما يقابلونه في مكان عام من محبتهم له فهم سيعتقدون أنهم من ضمن أصدقاء الملحق! سيستخدمون نفس الكلمات والمزاح. عملية معقدة لا يستوعبها المشاهير البسطاء حديثو الشهرة.
كل هذا تدريجيا يكسر كل الحواجز بين المشهور ومتابعيه. سيتجاوزون خصوصيته سيسمحون لأنفسهم بالتدخل في تفاصيل حياته. ستصل المرحلة إلى التنمر واقتناص الأخطاء ثم اللهث خلف سبق صحفي عنوانه «فضيحة فلان» فضلا عن كون المجتمع بأكمله وضع عنوانا لمصير هؤلاء بأنهم «مشاهير الفلس».
هذه السهام الكثيرة التي تحاصر إنسانا بسيطا تحفزه الأموال ووقوده الأضواء ستجعله تحت ضغط لا يدركه. وسيجد نفسه على حافة الانهيار. وشاهدنا نماذج كثيرة وضيوفا لبرامج في رمضان الماضي تحديدا اعترفوا بأن الاكتئاب أرهقهم وهي ظاهرة في كل بقاع العالم. فالبعض قرر أن ينهي حياته والبعض الآخر اختار الانسحاب بهدوء وبعضهم اختفى فجأة.
في أحد المقالات العالمية التابعة لجامعة بنسلفانيا قرأت أن اكتئاب المشاهير هو أبرز أمراض العصر المنتشرة هذا الوقت وخطورته تكمن كونه لا يرى بالعين المجردة ومتشعبا ومتحورا مثل باقي الفيروسات.
لأن المشهور والمؤثر في هذه الحالة مرسل ومستقبل للمرض ويقوم بعملية تبادلية نفسية مركبة. حيث تبدأ العملية من نشر هذه المشهور معلومات ومحتويات تجعل متابعيه يصابون بالإحباط كونه يعيش حياة مثالية وفيها من الراحة والمال الشيء الكثير. فكونك مشهورا في هذا الوقت هو أمر ساحر للغاية؛ ستحصل على العديد من الأشياء المجانية، وتذهب إلى أماكن لم تذهب لها في حياتك، وتلتقي أشخاصاً معروفين وأصحاب نفوذ وستكون نجم المشهد. وفي المقابل حياة المشهور المفاجئة هذه وذوبان الحدود بينه وبين متابعيه شيء غير مألوف ومحفوف بكثير من المخاوف والتوتر واقتحام الخصوصيات.
فعلى من يقبل على هذا العالم أن يدرك جوانبه كافة، ولا يكتفي بزواياه الوردية، وعلى المجتمع مراعاة هؤلاء البسطاء الذين انفتحت لهم الحياة على مصراعيها في فترة قصيرة ولا نقسو عليهم.
يقول الطبيب النفسي فرويد: الاكتئاب ليس علامة ضعف بل هو إشارة لمحاولتك بأن تكون قويا لفترة طويلة جدا.
الإنسان بطبيعته يتصرف وفق تربيته وعفويته ويتفاعل مع محيطه بما يمليه عليه الموقف. هذه العفوية مشكلتها مع مشاهير شبكات التواصل الاجتماعي تحديدا أنها موثقة ويتابعها الملايين، فكل كلمة كان يعتاد هذا المشهور المسكين أن يقولها بكل عفوية مع جماعته المحدودة جداً الآن أصبحت أمام الملأ وهنا تبدأ الدوامة.
فهو يعتقد أن توثيقه لجلسته مع أصدقائه وممازحته لهم في ملحق بيته ما هي إلا جلسة عفوية محفوفة بينهم. لكنه يتناسى بأنه يوثقها تراكميا لدى متابعيه فهم يعيشون وكأنهم معه. وعندما يقابلونه في مكان عام من محبتهم له فهم سيعتقدون أنهم من ضمن أصدقاء الملحق! سيستخدمون نفس الكلمات والمزاح. عملية معقدة لا يستوعبها المشاهير البسطاء حديثو الشهرة.
كل هذا تدريجيا يكسر كل الحواجز بين المشهور ومتابعيه. سيتجاوزون خصوصيته سيسمحون لأنفسهم بالتدخل في تفاصيل حياته. ستصل المرحلة إلى التنمر واقتناص الأخطاء ثم اللهث خلف سبق صحفي عنوانه «فضيحة فلان» فضلا عن كون المجتمع بأكمله وضع عنوانا لمصير هؤلاء بأنهم «مشاهير الفلس».
هذه السهام الكثيرة التي تحاصر إنسانا بسيطا تحفزه الأموال ووقوده الأضواء ستجعله تحت ضغط لا يدركه. وسيجد نفسه على حافة الانهيار. وشاهدنا نماذج كثيرة وضيوفا لبرامج في رمضان الماضي تحديدا اعترفوا بأن الاكتئاب أرهقهم وهي ظاهرة في كل بقاع العالم. فالبعض قرر أن ينهي حياته والبعض الآخر اختار الانسحاب بهدوء وبعضهم اختفى فجأة.
في أحد المقالات العالمية التابعة لجامعة بنسلفانيا قرأت أن اكتئاب المشاهير هو أبرز أمراض العصر المنتشرة هذا الوقت وخطورته تكمن كونه لا يرى بالعين المجردة ومتشعبا ومتحورا مثل باقي الفيروسات.
لأن المشهور والمؤثر في هذه الحالة مرسل ومستقبل للمرض ويقوم بعملية تبادلية نفسية مركبة. حيث تبدأ العملية من نشر هذه المشهور معلومات ومحتويات تجعل متابعيه يصابون بالإحباط كونه يعيش حياة مثالية وفيها من الراحة والمال الشيء الكثير. فكونك مشهورا في هذا الوقت هو أمر ساحر للغاية؛ ستحصل على العديد من الأشياء المجانية، وتذهب إلى أماكن لم تذهب لها في حياتك، وتلتقي أشخاصاً معروفين وأصحاب نفوذ وستكون نجم المشهد. وفي المقابل حياة المشهور المفاجئة هذه وذوبان الحدود بينه وبين متابعيه شيء غير مألوف ومحفوف بكثير من المخاوف والتوتر واقتحام الخصوصيات.
فعلى من يقبل على هذا العالم أن يدرك جوانبه كافة، ولا يكتفي بزواياه الوردية، وعلى المجتمع مراعاة هؤلاء البسطاء الذين انفتحت لهم الحياة على مصراعيها في فترة قصيرة ولا نقسو عليهم.
يقول الطبيب النفسي فرويد: الاكتئاب ليس علامة ضعف بل هو إشارة لمحاولتك بأن تكون قويا لفترة طويلة جدا.