رئيس الحكومة المكلف بلبنان: لن أنتظر طويلا
هل يتجه رئيس الحكومة المكلف في لبنان تمام سلام، إلى تشكيل حكومة الأمر الواقع التي سبق أن رفضها؟ سؤال طرح في الدوائر السياسية اللبنانية أمس، بعد أن تبين أن فريق 8 آذار يضع العراقيل ويريد حكومة يهيمن عليها على شاكلة الحكومة التي ترأسها نجيب ميقاتي، وهذا ما يفسر مطلب تمثيل الأطراف السياسية حسب أحجامها في الحكومة كما يطالب حزب الله على لسان نوابه. وزاد هذا الخيار توجه كتلة المستقبل التي عبر عنها موقف الرئيس فؤاد السنيورة، عن رفض إشراك من يقاتل في الحرب في سورية في الحكومة، مما يشير إلى أن موقف فريق 14 آذار يشدد على تكوين حكومة لا يشارك فيها حزب الله، إلا أن هذا الموقف لا يجد تأييدا من قبل رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، لتفادي التوتر الذي يمكن أن ينشأ مع الرئيس نبيه بري وحزب الله، ويصر على تشكيل حكومة وفاق وطني على أن تعطى الحصة الكبرى للكتلة الوسطية، مما يعني رفض صيغة المثالثة عبر الإتيان بحكومة الثلاث ثمانينات. إلا أن فريق 8 آذار أظهر تراجعا عن مواقفه السابقة، وأشارت مصادر مطلعة فيه إلى إنها لم تبلغ بأي موقف يوحي بالتوجه إلى حكومة الأمر الواقع، وأكدت وقوفها مع حكومة توافقية غير صدامية، وأنها تؤيد خيار المثالثة.
من جهته تحدث سلام للمرة الأولى منذ تكليفه بلهجة حاسمة وقاطعة، مؤكداً لبعض زواره أمس، رفضه لمبدأ حصول أي فريق سياسي على الأغلبية على حساب بقية الكيانات السياسية، مشيراً إلى أن الجميع شركاء في الوطن ولهم حق المشاركة في إدارته، وقال إنه لن يسمح لأي تيار بالحصول على ما يسمى بالثلث المعطَّل في حكومته، وقال هذه الممارسة أثبتت عدم جدواها في الماضي، فضلاً عن أنها ممارسة تفتقد لأي سند دستوري أو قانوني. وأكد تمسكه بمبدأ التدوير في الحقائب الوزارية، بحيث يسري هذا المبدأ على جميع القوى والطوائف والمذاهب، رافضاً أن تضم الحكومة مرشحين للانتخابات النيابية المقبلة. وجدَّد تمسكه بالطابع الوطني الوفاقي لحكومته، بعيداً عن أي كيدية أو استفزاز. وأضاف التأخير في تأليف الحكومة عائد إلى المنسوب العالي من عدم الثقة بين مختلف القوى السياسية الموروث من السنوات الماضية، ونأمل أن تضع هذه القوى خلافاتها جانباً في الوقت الراهن وتعمل على تسيير عملية تأليف الحكومة لتتصدى للمهمات الكبيرة التي تنتظرها. وأكد سلام أنه لن ينتظر طويلاً لتشكيل الحكومة، وعند تأكده من انعدام الرغبة في تسهيل مهمته فسيتخذ الموقف المناسب.