بيروت: حسن عبدالله

توقيف العميد فايز كرم بشبهة التعامل مع الموساد إحراج لتيار عون وحزب الله

دخلت المواجهة بين لبنان وإسرائيل مرحلة جديدة نوعية ومميزة بتصدي الجيش اللبناني بقوة وفعالية، على الرغم من النقص الكبير في تجهيزاته العسكرية، على خلفية قرار سياسي بتولي الجيش مهمة الدفاع عن الأراضي والسيادة اللبنانية.
ونقل أمس عن متحدث باسم الجيش اللبناني قوله إن لبنان سيرد على أي تعدّ، وسيلقى رد الفعل ذاته، محذراً من أن أي تعدّ ستكون عواقبه وخيمة.
في هذا المناخ استمرت الاستفزازات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية، وقام الجنود الإسرائيليون أمس بقطع المزيد من الأشجار عند الخط التقني وسط موجة من التوتر والقلق تنذر بعودة الاشتباكات المسلحة.
وقد أعلن الجيش الإسرائيلي أنَّه سيواصل عمله في تنظيف المنطقة من الأعشاب والأشجار بذريعة التخوف من استغلال عناصر لبنانية لوجود الأعشاب والتسلل نحو إسرائيل، لتنفيذ عملية اعتداء أو اختطاف.
وأشار الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، إلى أنَّ عملية تنظيف المنطقة، تتم في الجيوب الواقعة بين السياج الحدودي والخط الأزرق، مشدداً على أنَّ الجيش لم يخرق بأي حال من الأحوال السيادة اللبنانية في المكان.
وقال وزير الإعلام اللبناني طارق متري إن ما جرى أمس من قطع للأشجار في الجنوب تم بتنسيق وإشراف قوات اليونيفيل، خلافا لما حصل أول من أمس وأدى إلى المواجهات المسلحة مع الجيش اللبناني.
وقال متري في مؤتمر صحفي إن الشجرة التي كانت خلف الاشتباكات الدامية بين الجيش اللبناني وجيش العدو الإسرائيلي تقع في جنوب الخط الأزرق، إنما فوق أرض لبنانية. وأضاف متري إن الخط الأزرق ليس مطابقاً للحدود الدولية، ولبنان كان متحفظاً دائماً عليه، علماً أنه يحترم هذا الخط.
وأوضح متري أن إسرائيل أبلغت قوات اليونيفيل في وقت سابق من المواجهات أمس أنها ستقطع الشجرة لكن اللبنانيين طالبوا القوات الدولية بضرورة التريث حتى تحضر هذه القوات إلى الموقع، لكن إسرائيل تحرّكت من دون تنسيق مع اليونيفيل، وهو ما اعتبره الجيش اللبناني استفزازا. ولفت إلى أن الجيش اللبناني أطلق طلقات تحذيرية في الهواء عندما تحرك الجنود الإسرائيليون الذين ردّوا بطلقات أصابت جنديين لبنانيين، مما دفع بالعناصر اللبنانية إلى استخدام قذائف صاروخية قتلت ضابطًا إسرائيلياً، ثم قامت إسرائيل بعد ذلك بمهاجمة مواقع الجيش اللبناني مما أدى إلى مقتل الجنديين اللبنانيين.
ورداً على سؤال، أجاب متري أن الجيش اللبناني قاتل وحده وفي إطار القرار الدولي 1701، مضيفًا الحكومة لم تطلب من حزب الله أي شيء.
وفي سياق متصل أبدى مسؤولون لبنانيون تخوفهم من انعكاس ما جرى في الجنوب على مجمل الاستقرار في لبنان، خصوصا بعد مسارعة أكثر من دولة بينها كندا إلى تحذير رعاياها من السفر إلى لبنان ومسارعة الخارجة الروسية إلى التعبير عن القلق الشديد مما يجري جنوب لبنان.
في هذه الأثناء برز تطور خطير تمثل بتوقيف القيادي في التيار الوطني الحر العميد السابق في الجيش اللبناني فايز كرم على خلفية الاشتباه بتعامله مع الموساد الإسرائيلي. وأكدت مصادر أمنية وسياسية أن الموقوف العميد كرم اعترف بتعامله مع إسرائيل منذ عام 2005 على الأقل.
وبحسب المعلومات فإن ملفا كاملا تم تكوينه والتحقيقات مستمرة حول مستوى عمالة كرم والخدمات التي قدمها للعدو الإسرائيلي.
ويشكل كشف العميل كرم ضربة سياسية للتيار الوطني الحر الذي يتزعمه النائب ميشال عون الحليف الأساسي لحزب الله، خصوصا أن هناك معلومات عن إمكانية أن يكون الموقوف مطلعا على أمور حساسة بين حزب الله والتيار الوطني الحر كونه قياديا مهما في التيار.