إعجابي بالكتبة العصريين (أو الكرام الكاتبين) يكاد يكون منحصرا في ولي الدين يكن، والمنفلوطي، وأمين الريحاني والعقاد، والآنسة مي، وشكيب أرسلان، وسليم عبدالأحد الكتبة الأحرار، وهؤلاء بعد أعضاء الرابطة القلمية (جبران - نعيمة - عريضة ـ أبي ماضي... إلخ)، كما أن إعجابي بالشعر العصري (أعني النوع المعروف بالشعر الهندسي) منحصر تقريبا في شعر الأول من هؤلاء، وشعر بشارة الخوري، وفؤاد الخطيب، وآخرين لا أتذكرهم الآن ما عدا أعضاء الرابطة القلمية)، هؤلاء هم الشعراء الأحرار.

سقيا لقلمك يا ولي الدين!

لولي الدين يكن، بأدبه العمومي نفسيات ثلاث:

ولي الدين الشاعر/ المبتكر

ولي الدين الكاتب/ المفكر

ولي الدين الناقد/ الحر

في أسلوب هذا الكاتب الشاعر الحر النابغة، رنة موسيقية تقيم الأنفس وتقعدها، مصوبة بها ومصعدة إلى حقيقة لا إلى خيال، إلى فكر حي لامع ثمين كالجوهر في أطباق الأصداف.

إذا شاء حديث العهد بالأدب العصري، أن يتعلم الأدب العصري على أسمى رونقه، والأدب العصري مركب من لغة صقيلة منخولة، وأسلوب حي متفزز، وأفكار جميلة ذهبية راسخة في أعماق الحياة، وحرية تشفت من خلال التراكيب ـ فليدرسه في كتابة ولي الدين يكن.

الكاتب الجبان، والكاتب الخيالي الصرف، والكاتب الذليل النفس، والكاتب الخرافي الأفكار، والكاتب المقلد، والكاتب غير المدرب، كل هؤلاء عقبات سيئة في نمو الكتابة العصرية، ومعاول ثقيلة تهدم من صروحها العالية وعرشها المكين، كل هؤلاء كان ولي الدين خلافهم على خط مستقيم.

كان كاتبا شجاعا، وباحثا حقيقيا، وحرا عالي النفس والنفس وعصريا، ومدربا يقظا سياسيا في كتابته يعرف كيف يكتب، وماذا يكتب، بدون مراعاة التيار أو الفكر العام.

وهذه الصفات إذا اجتمعت للكاتب الحديث كان روحا قويا ذا تأثير جيد في الحياة الأدبية، وقد يمكنه أن يقلب كيانها بقلمه، تبعا لسنة النمو، والتكوين، كما استطاع جبران، ولم يستطع ولي الدين ذلك لأن الوسط لم يساعده.

في قلم ولي الدين -كاتبا وشاعرا- وفي أفكاره الحرة، تجد العبقرية والنبوغ يضيئان -لقارئه ودارسه- سبيل الوصول سهلا إلى فهم ما يتغلغل تحت أعماق قلمه الموسيقي الهزاز، وينبع من معين فؤاده الفياض المتدفق، ويشع من مصباح دماغه الفوار المشتعل.

* خواطر مصرحة

أحد رواد النهضة الأدبية وشعرائها البارزين

ولد في جدة سنة 1324

أول رئيس للنادي الأدبي بجدة

من مؤلفاته:

تأملات في الأدب والحياة (مقالات) القاهرة: مطبعة العالم العربي، 1369هـ/ 1950م.

أماس وأطلاس (شعر) بيروت: مطابع دار الكشاف، 1372هـ/ 1952م.

الساحر العظيم، أو يد الفن تحطم الأصنام (شعر) دمشق: مطبعة القباني، 1372هـ/ 1953م.

خواطر مصرحة

رؤى أبو لون (شعر) القاهرة: دار سعد، 1374هـ/ 1954م.

نحو كيان جديد (شعر) القاهرة: دار المعارف، 1375هـ/ 1955م.

قمم الأولمب (شعر)

الطريق إلى موسيقى الشعر الخارجية.

محرر الرقيق سليمان بن عبدالملك الأموي: اكتشاف وتحليل لشخصية إنسانية ثائرة.

توفي يرحمه الله في عام 1400هـ. (1)