كنت أسمع عن نقابة الأطباء قبل أن أكون طبيبة، وأصبحت طبيبة وأصبحت أقرأ عن نقابة الأطباء. النقابة التي تجمع كلمة الأطباء وتدافع عن حقوقهم وتحافظ على مصالحهم، النقابة التي تعاقب وتدافع وتحسن من الأداء، النقابة التي تسعى إلى حل المنازعات وتنظر في القضايا والشكاوى سواء بين الأطباء وإدارتهم أو بين الأطباء ومرضاهم، النقابة التي تضع صندوقا تعاضديا للمعاونة متى احتاج أعضاؤها إلى ذلك كتأمين ضخم لا تغطيه شركة التأمين.

الأطباء بالرغم من تعدد مرجعياتهم إلا أنهم يتشاركون نفس الهموم أو لنقل معظم الهموم، وحينما يُسقط في أيديهم يختارون السوشيال ميديا لنشر مطالبهم، فينشئون هاشتاقا ليتداوله الجميع، ويكتبون ما يكتبون كوسيلة وحيدة توصل صوتهم، وفي هذه الأيام مثلاً يتداول الأطباء حقوق الطبيب المقيم، من هو الطبيب المقيم؟

هو طبيب يقيم في المستشفى للتدريب للحصول على شهادة التخصص الذي يتدرب فيه، وتمتد هذه الفترة عادة من أربع إلى ست سنوات، بحيث يكون لهم تقييم دوري واختبار سنوي، اختبار عملي ونظري، فإذا نجحوا انتقلوا إلى سنة التدريب التي تليها. وهم في قلب هذه الجائحة عليهم أن يمسكوا الدواء بيد ويمسكوا الكتاب باليد الأخرى، فاختبارهم على الأبواب وفي كلا الحالتين عليهم أن ينجحوا.

يتوجب عليهم أن يكونوا الجنود الذين يقفون في المقدمة وكأنهم قطع شطرنج، يجب عليهم ألا يسقطوا كي يحيا الجميع. هم اتخذوا من تويتر المنصة التي توصل صوتهم لعل اختبارات آخر العام تسقط أو تؤجل، لأنه أصابهم الضر كما أصاب غيرهم، سألت نفسي ماذا لو كان لدينا نقابة تخاطب فيها المسؤول، نقابة تسمعك وتفهمك وتوصل صوتك نقابة تختلف عن الهيئات التعليمية ومراكز التدريب، نقابة مهمتها تختلف عن التدريب والتصنيف.

منذ فترة طويلة حاول الأطباء إيصال مطلبهم بإضافة البدلات لأصل الراتب، كي يضمنوا حياة كريمة بعد التقاعد ولا يضطرون للعمل بعد التقاعد، رغم حاجتهم للراحة بعد سنوات العطاء وضغوط العمل لسنوات، ليبقى العمل بعد التقاعد خيارا وليس ضرورة وحاجة، دشنوا هاشتاقات وكتبوا خطابات ولكن لم تصل أصواتهم، سيكون الأمر مختلفا بوجود نقابة وجهة معنية تقوم بذلك نيابة عنهم ليصل صوتهم بشكل شرعي وأنيق. سألت نفسي مراراً وتكراراً ماذا عن شهداء الواجب، أولئك الممارسون الصحيون الذين سقطوا في مواجهة الأوبئة، كيف لنا أن نخلد أسماءهم لنشكر معروفهم، ربما وضعنا أسماءهم وصورهم في لوحة في مدخل المنشآت الصحية لندعو لهم في الدخول والخروج، ولربما جُعلت لهم مخصصات مالية لدعم أسرهم وقضاء ديونهم أو خير من ذلك المطالبة باستمرار صرف رواتبهم الشهرية لأسرهم كاملة، وليس كمعاش تقاعدي لا يُقارن براتب موظف على رأس العمل، وهذا ربما يُعيد النظر في إضافة البدلات لأصل راتب الطبيب.. ويبقى الهاشتاق هو صوت الطبيب حتى إشعار آخر.