سبق وتحدثت قبل عام عن ضرورة تقنين ما تنتجه الأسر المنتجة -وسمها الشقق المنتجة- وفحصها ومتابعتها من قبل البلديات؛ هذا الشيء لم أره ولا مرة؛ دخلت للمحال التي تضم أعمال الأسر المنتجة مرارا ولم أر موظف بلدية واحدا يتابع هذه المنتجات..

المشكلة أن البلديات «حطوا حيلهم على الضعيف» واتجهوا لأمهاتنا السعوديات المسكينات اللواتي يضعن منتجاتهن التي صنعنها بأيديهن من أكلات شعبية عريكة كليجة منتو...الخ وقهوة عربية وشاي أحمر وكأنك تأكل من كف أمك النظيف.. هؤلاء النساء الضعيفات اللاتي أحرقتهن شمس الظهيرة لم يسلمن من مداهمات البلدية وتوعدها؛ فبدلا من أن توفر لهن البلدية أكواخا تقيهن الحر وتقيهن بأسه قابلتهن بهذه الأساليب.

كنت أتمنى أن يركز المجهود على الأسر المنتجة؛ طابعة على المنتج «أم فلان» وفي الحقيقة تجد وراء هذا «الستيكر» شقة فيها عدد من «الشغالات» يطبخن ويطهين «والنظافة صفر»! طبعا تديرهن أم فلان هذه إما «أونلاين» أو من نفس العمارة، ووزع يا موزع..

طبعا ليس جميع الأسر المنتجة كذلك لئلا نظلم؛ لكن نسبة لا يستهان بها.. بينما في المقابل فإن البائعات السعوديات ونسبة كبيرة منهن كبيرات سن لا أرى فيهن أقل درجة من الشك لا في النظافة ولا في الأمانة ولا في الحاجة أيضا؛ فيا معشر البلدية: خلوهم يترزقون الله..

والضابط الصحيح في هذا -في رأيي- أن يتم دعم هذه الفئة ولو بـ «مظلة» تقيهن من الشمس ولا مانع من متابعة ما يقدمن من الأكل والتأكد من سلامته، ولو أني متأكد من أن هذه الفئة من الناس أبعد ما تكون عن أذية الناس والإضرار بهم..

فوجهوا «حيلكم» وفقكم الله تجاه العمالة التي غصت بها المطاعم والشقق مختفية وراء أسر منتجة؛ واسألني كم من مريض تسمم غذائي قد جاءني العيادة وأساله: من أين أكلت؟ فيجيب: أسر منتجة؛ ولم يأتني أحد قط اشتكى من كبيرات السن اللواتي على جوانب الطريق «يترزقون الله» ؛ فالله الله فيهن عطفكم ودعمكم؛ والله الله في أولئك جهدكم ومتابعتكم؛ ودمتم بصحة.