من عادتي.. لا أنام بعد الفجر، وذلك للفوائد الكثيرة في ذلك، ولعل أهمها أنها تمنحك طاقة إيجابية طوال اليوم.

وفي يوم فضيل من أيام السنة جلست في المسجد متكئا بعد أن خرج المصلون ولم يبق في المسجد إلا أنا وشيخ وقور، كان يجلس في مكان بعيد ينظر إلي، وفجأة قام من مصلاه واقترب مني وسلم وجلس، وأخذ يتعرف علي ويعرفني بنفسه.

وإذ أنني لا أعرفه فأخذ يتحدث عن الناس، هذا ما يصلي الفجر وهذا اشترى له مزرعة وذاك تزوج وذاك زعلان مع أخيه، وهكذا.

وفي منتصف الحديث قلت له لقد أفسدت علي خلوتي ويومي ونحن في المسجد وفي يوم فضيل وساعة إيجابية تتنفس بها الدنيا بإشراق يوم جديد بكل تفاصيله في هذه الحياة.

ورددت كنت أظن وأظن وأخذت أرددها فقال ما هذا هذه كلمات أغنية والغناء حرام، فجاوبته الغناء اختلف فيه العلماء، وفيه وجهة نظر بين الحلال والحرام والكراهية، أما النميمة والغيبة والحسد والتحدث في أعراض الناس وخصوصياتهم ففيها آيات تتلى في كتاب الله وفيها من الويل والوعيد لمن يرتكب مثل ذلك.

نظر إلي باستغراب، وقال: جزاك الله خيرا وأثنى علي، وانتهى نقاشنا داخل المسجد، وبعدها كلما شاهدني أثنى علي.

هذا نموذج من النماذج الكثيرة التي مهمتها القيل والقال والنقد في كل المجالات، وللأسف البعض يجهل المحرمات والمكروه والواجب والصحيح من الصواب بسبب اللبس والهوى وحديث النفس، وقد تكون أعماله الربانية سرابا في سراب بسبب ذلك.

فالتثقيف والتوضيح والارتقاء بالنفس البشرية يصل بها إلى الهدف المراد الوصول إليه في الساعة المحددة في يومها الموعود.