تسعة عقود من الزمن كانت كافية لتحول قلعة رعوم التاريخية، من نقطة مراقبة أمنية إلى مزار سياحي يقصده الزوار الذين يحرصون على الصعود إلى قمة جبل رعوم الذي ترتفع قلعته نحو الـ1000 متر، ليتمتعوا بمشاهدتها ويتمعنوا بطريقة تشييدها من الحجارة الصخرية والطين.

تقع القلعة في الجزء الجنوبي الغربي لمنطقة نجران، وتطل على مركز الحضن من الشرق، وعلى جبل أبو همدان من الجنوب، وعلى قرية سلوى وشعب بران من الشمال، وعلى مركز الصفا من الغرب.

وبنيت القلعة منتصف القرن الماضي، وتحديدا عام 1348 للهجرة، وتم تشييدها في هذا الموقع لإستراتيجيته وأهميته وموقعه المناسب، وما زالت تحافظ على ملامحها واضحة، ويمكن إليها بواسطة درج، ويرتادها عشاق الآثار والزوار وهواة رياضة تسلق الجبال.

إطلالة على الوادي

تعد قلعة رعوم التاريخية واحدة من أهم ثلاثة مواقع سياحية بالمنطقة بعد آثار الأخدود وسد منطقة نجران العملاق، وتتميز بإطلالتها وقربها من جبل أبو همدان وجبل سعدان المطل على وادي نجران ومن أسفله مزارع ونخيل قرية الحضن، وكذلك القرى المجاورة على امتداد النظر كالجربه والقابل التي تشكل لوحة فنية ساحرة تجذب السائحين والمستكشفين من محبي التسلق والطبيعة والمصورين الذين تترصد عدساتهم جمال وروعة الطبيعة التي تجمع جمال القرى وروعة البيوت الطينية التراثية.

وصادفت القلعة اهتماما بالغا من الهيئة العامة للسياحة والآثار (حاليا وزارة السياحة) التي انتهت من أعمال الترميم والصيانة فيها، وبدأت في تسيير رحلات سياحية إليها وإقامة مسابقات التسلق نحوها وقد شارك فيها كثير من المتسابقين والهواة.

بناء القرية

بنيت القلعة بقطع من الحجارة والطين والجص، ونصبت أسقفها من خشب أشجار السدر والأثل والنخيل، وبني أسفلها خزانات صخرية منحوتة بعناية، تنحدر إليها مجار تمتلئ بالماء أثناء هطول الأمطار.

ويحيط بالقلعة سور خارجي كبير مشيد من الحجارة المربعة، داخله 5 غرف، وبها درج متعرج يمتد من أسفل الجبل حتى قمة القلعة، تم تشييده من الحجارة، ويسلكه مرتادوها وزوارها، ليقضوا عددا من الساعات في القلعة مستمتعين بروعة المنظر، كما يحرصون على اصطحاب أو إعداد القهوة والشاي والتمور مصطحبين مفارش يجلسون عليها، فيما ينشغل آخرون بالتقاط العديد من الصور الفوتوجرافية التوثيقية، وهو ما حرص عليه أبناء المنطقة الذين التقطوا كثيراً من الصور للقلعة وروجوا لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ترميم

عملت الجهات المعنية على ترميم القلعة بهدف المحافظة عليها كحال بقية المواقع الأثرية والتاريخية، بما يعزز من المكانة الحضارية والتاريخية للمنطقة، ويسهم في تعزيز قدراتها على جذب السياح، كما سيتم بالتعاون مع أمانة منطقة نجران تهيئة متنزه الصفاء الواقع أسفل القلعة لزيادة مساحة المسطحات الخضراء حول جبل القلعة، وجعله أكثر جاذبية للزوار.

بنيت عام 1348

ثالث أهم المواقع السياحية بمنطقة نجران

بنيت بقطع من الحجارة والطين والجص

أسقفها من خشب أشجار السدر والأثل والنخل

يبلغ ارتفاع الجبل الذي تعلوه قرابة الـ1000 متر

أصبحت ملاذا للمستكشفين والمصورين

تعد مقصدا لهواة تسلق الجبال