كشفت الدراسات أن العلاج الروحاني قادر على تخفيف أعراض الأمراض المزمنة، ولأنه لا يوجد علاج روحاني أفضل من الطواف بالبيت العتيق والصلاة في مقام إبراهيم والجلوس في الروضة الشريفة، المرضى تتحسن صحتهم حينما تتعافى أرواحهم.

المملكة العربية السعودية بلد المقدسات حيث يقصدها المسلمون من كل أنحاء العالم لأداء مناسكهم وللسلام على نبيهم، فحمداً لله على هذه المكانة العظيمة. وخلال الحج وأداء مناسك العمرة طوال العام أثبت الأطباء السعوديون قدرتهم وكفاءتهم وأظهروا للعالم براعتهم في الطب والعلاج، وتحرص مملكتنا على الرقي بالخدمات الطبية وتوفيرها بالذات لقاصدي الحرمين. وسمعة الطبيب السعودي ومهارته لا تخفى على أحد، حتى في بلدان الابتعاث عكس الطبيب السعودي صورة مشرفة عن تعليم الطب وممارسته في بلده، حيث إن الطبيب السعودي هو الطبيب المتفوق أينما كان.

ومع كل هذا علينا أن نسأل أنفسنا ما هو مستقبل السياحة العلاجية لدينا!

السياحة العلاجية منفذ اقتصادي حيوي ومصدر قوي من مصادر الدخل القومي في كل البلدان التي يقصدها الناس للعلاج والتشافي.

قدوم الناس من جميع أنحاء المعمورة للمملكة من أجل أداء مناسكهم عرفهم على مملكتنا عن قرب، ومعرفة إمكانياتها الطبية الضخمة.

سفر وابتعاث الأطباء لأنحاء العالم وعملهم في أكبر المستشفيات العالمية، رفع من سمعة الطبيب السعودي.

إجراء أكثر العمليات تعقيداً ونجاحها مثل فصل التوائم السيامية، فقد أجريت لمرضى من بلدان أخرى، وهذا يدل على أن الكوادر السعودية الطبية على قدر عالٍ من الثقة.

السياحة العلاجية تسهم في تعريف المستفيدين منها على ثقافة الشعوب وحضاراتها وإنعاش اقتصادها.

نحتاج أولاً أن نهيئ المناخ الجيد للسياحة العلاجية، فلا يكفي وجود أجهزة متقدمة وكوادر طبية ممتازة، بل يجب أن يصاحب ذلك أسعار في متناول الجميع، فنحن نريد أن نجذب المواطن أولاً، بحيث يكون وطنه هو الخيار الأول لكل الإجراءات الطبية التي يحتاجها سواء الضرورية أو التجميلية، فكثير من المواطنين يقصدون بلدانا مجاورة لإجراء عمليات السمنة وعمليات التجميل، حتى عمليات زراعة الأسنان وتجميلها. ما يجذب المواطن لتلك البلدان ليس كفاءة الأطباء ولا تقنية المستشفيات بل انخفاض الأسعار، فتكون رحلة سياحية وعلاجية.

نحتاج أن نوفر بديلا أوفر وأفضل للمواطن يغنيه عن السفر للعلاج في الخارج، إذا لم نقنع المواطن فلن نستطيع إقناع الأجنبي وإنعاش السياحة العلاجية.

كل مقومات السياحة العلاجية متوفرة لدينا من الكفاءات والتقنيات، ما يجعلنا الواجهة الأفضل لهذه السياحة، ما ينقصنا ربما هو تقنين ومراقبة أسعار خدمات المستشفيات الخاصة المرتفعة، والتي لا أعرف هل الأسعار تخضع لمراقبة من وزارة الصحة أووزارة التجارة!

نحتاج إلى تسويق للخدمات الطبية من خلال الزوار القادمين لأداء مناسك الحج أو العمرة، ومن خلال عقد الندوات والمؤتمرات للتعريف بالسياحة العلاجية في المملكة... إنعاش قطاع السياحة يشكل جزءاً كبيراً من رؤية 2030 والسياحة العلاجية جزء لا يتجزأ من السياحة ويجب أن نعمل على تحقيق أهدافها.