لكل إنسان مهام ومسؤوليات معينة يقوم بها في وظيفته، حسب شهاداته وتصنيفها والخبرات السابقة، ولا قيمة للخبرات إذا لم يعترف بها التصنيف الوظيفي. كثير من الناس يقومون بأعمال باسم الخبرة، وهذا ممكن أن ينجح في المهن الحرفية أو التعامل مع الأجهزة وغيرها ولكن لا يمكن تطبيقها في حال التعامل مع صحة الإنسان وحياته.

أتذكر مقولة «أعطي الخبز لخبازه»، لن يستطيع المزارع مثلا أن يصنع الخبز ولكنه هو من يزرع القمح ويحصده ليطحنه الطحان ويخبزه الخباز. لو أننا خلطنا المهام لن تستوي الأمور وستكون الدنيا فوضى. أكثر فكرة ترعبني هي الثقة الزائدة التي تؤذي الآخرين فلو أنها آذت صاحبها، لكان الأمر درسا يتعلمه، لكن حينما يقع الأذى على الآخرين لا شيء يغفر ذلك، حتى العقوبة تعتبر قليلة إذا ما قورنت بالمضاعفات التي تؤدي أحياناً إلى الوفاة. بين يوم وآخر تطالعنا الأخبار بكشف عيادات مخالفة بالذات عيادات التجميل التي يختلط فيها الحابل بالنابل، فالكل شاطر وعنده خبرة! هكذا يروجون لأنفسهم دعائيا، ومن خلال حسابات المشاهير بغض النظر عن كفاءة الأشخاص أو حقيقة الإعلان فهو على كل حال إعلان مدفوع الثمن.

هناك فرق بين أخصائي التجميل وطبيب الجلدية وجراح التجميل، ولكل مهنة من هذه المهن تصنيف ووصف وظيفي يؤهله للقيام بوظيفته، أخصائية التجميل ممكن أن تقوم بعمل التقشير وأقنعة النظارة وجلسات الليزر ولكن ليس من مهامها الحقن التجميلي بالرغم من ذلك يصر بعض تجار الشنطة أن يقدموا هذه الخدمات كخدمات منزلية بعيدا عن الرقابة!! الحقن من مهام الطبيب لأنه هو الأكثر خبرة في تشريح الوجه ومواقع الحقن. هل سمعتم بسيدة أصيبت بشلل في وجهها أو بندبات دائمة أو بالتهاب في جلد وجهها انتشر في مناطق خطيرة؟ نعم تحصل، حينما نتحدث عن أخصائي أو أخصائية التجميل، فنحن نتكلم عن شخص مدرب لكي يهتم بالبشرة، ولكنه لم يدرس الطب ولم يقف يوماً على تشريح الوجه في المشرحة كطالب طب.

أطباء الجلدية لديهم أيضا تخصصات دقيقة، منهم من درس الحقن التجميلي وغيرها من وسائل التجميل كتخصص دقيق وهو الأكثر قدرة وخبرة في مجال الحقن التجميلي بأنواعه، ولكن هناك إجراءات تتطلب جراح تجميل، بالذات تلك التي تتطلب نتائج طويلة الأمد أو دائمة.

المكسب المادي حق للجميع، ولكن ينبغي أن يكون بحق ومن دون أن نؤذي الآخرين. نصيحتي لكل سيدة لا تكوني ضحية لتجار الشنطة الذين يتنقلون من منزل لآخر يقدمون خدمات العناية بالبشرة! فأنت لا تعلمين ماهية هذه المواد لأنه ليس عليها رقابة سوى الضمير، فإذا مات الضمير أُبيحت الأرواح.

أغلقت وزارة الصحة كثيرا من المراكز التجميلية المخالفة، إما لعدم كفاءة الأشخاص وعدم امتلاكهم تصاريح لمزاولة المهنة أو لرداءة موادهم وعدم ترخيصها من هيئة الغذاء والدواء. كل الجهود المبذولة من وزارة الصحة وهيئة الغذاء والدواء لا تستطيع حمايتك إذا لم يكن لديك وعي، لا تترك أحدا يعالجك دون معرفة مؤهلاته، وتتخذ قراراتك تحت تأثير الدعايات، وكل مؤمن كيس فطن... كن واعيا وعش بصحة.