ماذا صار.. وماذا جرى على استثمارات كنا نعدها مجدية، أفنينا فيها زهرة الحياة، تقودنا آمال، وتحفزنا أحلام، نسجت بخيالات موجهة، بنتها بنات أفكارنا، أصابت أحيانًا وأخطأت، وجانبها الصواب مرات ومرات؛ لأننا لم نأخذ في الاعتبار أن طرق الحياة ليست كما نظن معبدة وسهلة العبور.

الحقيقة أن دروب وطرق الحياة جمعت بين الوعورة والسهولة، لذا تحتاج منّا إلى استعداد مسبق لتلك الرحلة الشاقة، حتى نتمكن من مواصلتها، ونتحمل مشقة السفر غير آبهين بخطورة المنحدرات والجسور المعلقة، وستظل الأنفاق نسبح في ظلماتها، لنصل إلى القمة ونتنفس الصعداء، ونشارك في معرض الحياة الكبير. فهل بارت البضاعة وانفض الباعة، أم انتهت صلاحية تلك البضاعة، سرقها الزمن وتآمرت عليها عقبات طرق الحياة.

ماذا فاتنا من الخير ونحن نبني ونتبنى أحلامًا مفلسة، زرعناها في أرضٍ رخوة، لا أنبتت ولا تمسك البناء، هل طارت تلك الأحلام مثل سرب من أوهام؟ وغابت على مرمى برهة من سِنة.

ثم ماذا.. وماذا؟ نعض أصابع الندم على ما فات من الوقت وانقضى من العمر، وقد راكمت فيها الفراغ والضياع وقلَّ المكسب، أم ما زالت فرصة التغيير قائمة وموجودة، تنادي كل متفائل قائلة له:

مساحة الأمل ونوافذ العمل متاحة، فلا تتوقف الحياة عن تكرار الخطأ واجترار التقصير، فإن العثرات والتوقف الإجباري في كل محطة من محطات سير الحياة الراكدة، تمثل رجوع السهم للوراء قبل انطلاقه من القوس، بالتأكيد تكون انطلاقته قوية.. وقوية جدًا، يسير بسرعة فائقة، ويصيب الهدف بكل حرفية متناهية. السعيد من اعتبر بغيره، فالحياة مسرح كبير تعطي جرعات شافية كافية، علينا أن نفكر في المستقبل، ولا نلتفت للوراء حتى نستدرك ما كان ونعوض ما فات.. بإذن الله.