ما الذي يجعل الأشياء أكثر قوة وتأثيراً! بالتأكيد الاعتماد والاعتراف من الجهات المختصة، حينما تمتلك شهادة عالمية ومعترفا بها في كل بقاع الأرض، ومطلوبة في وطنك فهي شهادة تزداد الحاجة إليها وأصحابها دورهم مهم وفعال في الرفع من مستوى صحة الأم والطفل، ولا تستغني أي منشأة تقدم خدمة الأمومة والطفولة عنهم، لا بد أن تكون هي «شهادة الاستشاري الدولي المعتمد في الرضاعة الطبيعية». العظيم في الأمر أن عدد هؤلاء الاستشاريين آخذ في الزيادة، وهذا يعزز مطلبهم المشروع في أن تعتمد الهيئة السعودية للتخصصات الصحية شهاداتهم، وأن تكون هناك جمعية سعودية علمية للرضاعة الطبيعية تحت مظلة الهيئة، تنظم المؤتمرات السنوية في مستجدات علم الرضاعة الطبيعية، يشارك فيها متحدثون محليون وعالميون، ومن مهامها إعداد المتقدمين للحصول على الشهادة إعدادا علميا لدخول الاختبار، وتنسق وتنظم الاختبارالذي يُعقد عادة مرتين في العام. بالطبع خلال كل هذه السنوات كانت ممثلة في برنامج الشهادة الدولية للرضاعة الطبيعية في السعودية هي من يتابع التسجيل والنتائج، ويتم عقد برامج تعليمية لتأهيل المتقدمين ممن تنطبق عليهم الشروط لدخول الاختبار الدولي للحصول على شهادة استشاري دولي معتمد في الرضاعة الطبيعية، وهذا بجهود شخصية لطبيبات حملن على عاتقهن مهمة إبلاغ الرسالة وبلوغ الهدف الأسمى، وهو زيادة عدد الاستشاريين الدوليين في الرضاعة الطبيعية كالدول الأخرى، ليكون في كل منشأة صحية استشاري دولي معتمد، وهذا سيسهم في حصول المنشأة على لقب صديق للطفل، وهذا أحد أهداف وزارة الصحة في جعل كل منشأة صحية صديقة للطفل. ماذا يعني منشأة صديقة للطفل؟ يعني أنها تطبق الخطوات العشر لإنجاح الرضاعة الطبيعية التي أقرتها منظمة اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية، وبتطبيق هذه الخطوات سيزداد معدل الرضاعة الطبيعية في المجتمع وبهذه الزيادة، سيقل معدل إصابة الأطفال في السنوات الأولى من العمر بالأمراض الجرثومية، ويخفض معدل دخولهم للمستشفيات وكذلك يعزز من صحة الأم.

الرضاعة الطبيعية أكبر من أسبوع عالمي نحتفل به، بل هي تطبيق يومي وتعليم وتثقيف ومساعدة الأم لتتجاوز المعضلات التي من الممكن أن تواجهها أثناء الرضاعة، وهذا هو دور الاستشاري الدولي المعتمد للرضاعة الطبيعية، حيث يكون هو المرجع للمثقفة حينما يصعب عليها الأمر، وهو من يعقد الدورات التدريبية للممارسين الصحيين في مجال الأمومة والطفولة وتأهليهم لتقديم المشورة للأمهات فيما يخص الرضاعة الطبيعية، وهو من يعد المتقدمين لشهادة استشاري دولي في الرضاعة الطبيعية لدخول الاختبار، وهو عمل تطوعي بحت ليس من ورائه أي منفعة مادية، ومن حق هؤلاء الأشخاص أن تعتمد الهيئة السعودية للتخصصات الصحية شهاداتهم لأنها شهادة دولية معترف بها في كل بقاع الأرض، ومن حقهم أيضاً أن تكون لديهم جمعية علمية تحت مظلة الهيئة السعودية أسوة بالجمعيات العلمية الأخرى. مهام هذا الاستشاري ليست موسمية بل هي مهام طوال اليوم وخلال الشهر وعلى مدار السنة، إضافة إلى مهامه العملية الأخرى فمن ينصفه؟!