غالبًا ما تجد مواضيع تدغدغ العواطف وتلعب على المشاعر والاهتمام والترقب والتفاعل، ولأن الجميع يدرك هذا، فقد اجتاحت هاشتاقات عدة تطالب مثلا بإنقاذ معنفات، أو القبض على متحرشين، مواقع التواصل، وعلى الأخص منصة تويتر، حتى باتت حدثًا شبه أسبوعي في المملكة، حتى يكاد المتابع تصور أن المجتمع السعودي ليس سوى مجموعة من المعنفين والمتحرشين، أو أنه على الأقل مزدحم بهاتين الفئتين.

لكن التدقيق في هذه النوعية من الهاشتاقات بيّن أن كثيرًا منها جاء بلا دليل على التعنيف، ولا توضيح للتحرش، وحتى في أحسن الأحوال فإن بعضها اتكئ على بضع محادثات، أو صور بلا ضوابط لآثار ضرب، أو فيديوهات مأخوذة من حسابات في تطبيق «تيك توك» تبدو فيها خلفيات سوداء تحمل أصوات بكاء أو تعنيف.

وفي رصد أجرته «الوطن» تناول أبرز الهاشتاقات في فبراير الجاري، تبين أن 9 هاشتاقات تناولت مثل هذه المواضيع، وبدأت بشكل ملحوظ منذ مساء 8 فبراير، ولم يقل عدد تغريدات الهاشتاق الواحد عن 100 تغريدة، وتجاوز بعضها الـ10.000 تغريدة، لكن الغريب أنه يتم التغريد بالهاشتاق دون أن يرافقه أي تعليق، أو كتابة أحرف، أو تصحبه تعليقات ليس لها علاقة بموضوع الهاشتاق، لكي يصل إلى قائمة أعلى الهاشتاقات تدوالا، ويصبح «الترند».

محتوى غير أخلاقي

تقصت «الوطن» وبحثت في أغلبية الحسابات التي تطلق أو تنشط هذه النوعية من الهاشتاقات وتعمل على إيصالها للترند، وتبين أنها حسابات مجهولة لا تحتوي على تعريف بصاحبها، وأن بعضها أنشئت في هذا الشهر تحديدًا، بما يعني أنها أنشأت فقط لهدف تنشيط هذه الهاشتاقات، فيما بعضها الآخر حسابات قديمة لكنها خاملة إلا فيما يتعلق بهاشتاقات العنف والتحرش، إضافة إلى تقديمها محتوى غير أخلاقي يدعو إلى الانحلال، كما لاحظت أن بعض الحسابات التي أطلقت هذه الهاشتاقات، أو قامت بدعمها، عمدت لاحقا إلى إغلاق الحساب.

استهداف القيم وكسر الثقة

تمتلئ الهاشتاقات المعنية بكثير من الإعلانات، إضافة إلى تعليقات تستهدف قيمة العائلة والأمان في المجتمع السعودي، حيث يتردد كثيرًا تعليق مثل «السبب الأول والأخير بدمار البنت هي عائلتها»، و«لا يوجد أمان في هذه البقعة»، و«يجب على كل بنت ألا تثق بأبيها، أو أخوتها وأقاربها من الرجال»، و«إلى متى تعنيف النساء مستمر».

كما تركز تلك الحسابات على اتهام الجهات المختصة بعدم قيامها بعملها، والتهاون في حماية الضحايا، كما تتهمها كذلك بالتمييز الجنسي من جانب القبض السريع على من تقوم بالعنف، أو التحرش من الإناث، بينما الجنس الآخر لا يتم التعامل معه بهذه الجدية، وأن قوانين الحماية موجودة على الورق فقط، ولا تُنفذ على أرض الواقع.

وعي المجتمع

بالرغم من تهافت تلك الحسابات المريبة لتنشيط هاشتاقات بعينها إلا أن مغردين تفاعلوا معها بوعي واضح، وطالبوا بما يثبت صدق حادثة العنف، أو التحرش، وشكل هذا علامة تأكيد على ارتفاع مستوى الوعي في المجتمع بعد ازدياد هذا النوع من الهاشتاقات، وقد طالب البعض بالتصدي لها، وشددوا على أنها تسعى إلى كسر الثقة بين من يواجه العنف بالفعل، والجهات المختصة بحمايتهم، إضافة إلى أن ازدياد القصص الوهمية، سيجعل من الصعب أن يصدق المجتمع القصص الحقيقية، ويقلل تضامنه معها في مواقع التواصل الاجتماعي.

ردود المركز المكررة

يتجاوب الحساب الرسمي لمركز بلاغات العنف الأسري في منصة تويتر بشكل سريع ومباشر مع كل قضية عنف، ويقوم بالرد على كل من يُشير إليه بتغريدة، لكن في المقابل نجد أن ردوده تتكرر مستخدمة نفس العبارات، بما يرجح أنه رد آلي، وهو ما دفع كثيرين للتشكيك في التجاوب الفعلي من قِبل المركز.

هاشتاقات مريبة

#ساعدوا_سارة_من_أبوها_ المتحرش

#كلنا_شهد_ورغد

# أحمد_جميل_يعنف_بناته

#انقاذ_ غلا_جيزان

#انقذو_ميلان_من_أبوها

#ضحية_خالها

# اقبضو_على_المتحرش_خالد

#ساعدوا_المعنفة_نهى

شعارات وهمية لنزع الثقة

«السبب الأول والأخير لدمار البنت عائلتها»

«لا يوجد أمان في هذه البقعة»

«يجب على كل بنت ألا تثق بأهلها وأقاربها من الرجال»

«إلى متى تعنيف النساء مستمر»