ماذا أقول وما الذي سيكون؟! المطلوب يفوق المسموح والممكن لا يلبي الطموح، وما بين ذلك لا يُسمح فيه بالوضوح.

هنا وهناك تميز لا يغيب وما بينهما جهد لا يعيب، وإن كان الباقي خارج ما نستطيع فان الحاصل شيء بديع، ولكن من يُقنع زيد ومن يشرح ذلك لعبيد؟.

رغم ذلك وخير مما في بالك يبقى الإنصاف هو الغائب الأبرز ! وهكذا يواصل مسلسل العبث تحميل حلقاته الجديدة وأما السابقه فمازال العرض مستمرا. المخلصون فيها مازالوا هم محطات العبث واللوم، وهو حظهم وحالهم بين الأمس واليوم.

بين أزمة فكر وبعض الشرائح التي لا تستحق الذكر مازال المجتمع يدفع فواتير باهظة الثمن في واقع مؤلم نعيشه على مضض، وما بين حديث وسوالف يبقى حظنا مع المفهوم التالف ! فإلى متى سنظل بين مفهوم غائب ووضع عائب؟! إلى متى سيستقيم علينا اللوم؟ ومن سينقذنا من مثل أولئك القوم؟!

تساؤلات أقضت مضجعي وهيجت بعد صبر أدمعي، فعندما تبذل كل ما تستطيع وتترك وحدك أمام ذلك القطيع، وعندما تحوز التميز وتواجه بالظلم والتحييز، وعندما يأتيك الإنصاف من الخارج، ويغيب من حيث يفترض، سيستمر ذلك المسلسل في عرض حلقاته في كل دور العرض، وسيبقى واقعنا مؤلما، بل ويبلغ فيه الظلم منتهاه عندما يتخلى عنك الصديق، ويتركك وحدك وقت الضيق، وعندما تغيب وتتوارى شهادة الحق يكون ذلك أشد ألما.

يااااقوم أليس فيكم رجل رشيد؟! ما كل ذلك الإجحاف...؟! لست أدري من سينصفنا بعد ذلك يا رفاقي؟ فما كان قد بعثر كل أوراقي.. لتعود تلك التساؤلات التي أقضت مضجعي وهيجت بعد صبر ألمي وأدمعي.

حتى وإن أغلقت دونها أبراجي وعدت بعدها أدراجي، فقد تلاشى كل اعتزاز عندما ضاعت الحقوق وحضر الابتزاز.

لذلك سترفع إلى قاضي السماء فمنه المدد وما غاب من وفاء، لكنها ستبقى خالدة فقد حضر الغباء وطغت النذالة، وبيعت الرجولة في سوق النخاسة بدراهم معدودة، وكانوا فيها من الزاهدين، إن ضاعت عند قاضي الأرض فلن تضيع عند قاضي السماء.

لذلك ودون رد سيستمر الوضع، وسيؤجل النطق بالحكم وعلى المتضرر الصبر واللجوء للدعاء، وأما الحق فقد قصرت عنه أيدينا وغلبت عليه شقوة الشقي.