المناعة المجتمعية مصطلح ظهر في بدايات الموجة الأولى من كورونا، بعد التصريح الشهير لرئيس الوزراء البريطانيا والذي «خرش» فيه مئات الملايين من المتابعين حول العالم، وبالأخص البريطانيين حينما قال، استعدوا لفقد أحبابكم، وكانت النظرية البريطانية قائمة على ترك الفيروس «يلهو» ويلعب «الدبكة» وينتشر، حتى يصاب أكبر عدد ممكن من الناس وتتولد الأجسام المضادة عند غالبية الشعب، وهذا هو المقصود بالمناعة المجتمعية، كانت الحكومة البريطانية مقتنعة بهذه النظرية وتوقفت عن هذه الخطة الجنونية، بعد مظاهرات ومعارضات من أطياف المجتمع البريطاني كافة.

طبعاً كانت سوف تؤدي هذه الخطة إلى وفاة الملايين من البشر حول العالم، وبكل تأكيد سقوط مريع للأنظمة الصحية التي عانت بشدة، وبدول عريقة، رغم تدابير الحجر في أغلب الدول، بسبب التزاحم الشديد على المستشفيات والعناية الحرجة كما حدث بالموجة الأولى من الجائحة.

ظهرت النظرية مرة أخرى بعد تصنيع اللقاحات، والمراد الوصول إلى مناعة مجتمعية بعد تلقيح ما يقارب 70 - %80 من أفراد المجتمع وتصبح غالبية المجتمع محصنة ضد هذا الوباء القاتل، فالنتائج الأولية في بريطانيا وأمريكا أظهرت دلائل مشجعة على نجاح اللقاحات، ومن الملاحظ صعوبة الوصول لهذه النسبة في بلدان عديدة بسبب الشح العالمي للقاحات، ووجود بعض المعارضين صعبي المراس، الذين أصبحوا يمثلون خطراً قائما على المجتمعات، ولذلك علينا التفكير بحزمة جادة من المحفزات، التي سوف تدعم خطة اللقاحات بإذن الله ومنها:

1- فتح باب السفر للمحصنين، وأعتقد شخصيا أن هذا أكبر محفز بالوقت الحالي وسوف يصنع فارقاً كبيرا.

2- قصرالعمرة والحج وزيارة المسجد النبوي على المحصنين

3- قصر السفر داخليا على المحصنين.

4- ربط التحصين بالإجازات وخاصة لمن هم في التجمعات الكبيرة، مثل الثكنات العسكرية.

5- ربط حضور التجمعات الترفيهية، مثل دخول الملاعب والاحتفالات بالتحصين.

وبينما أكتب هذا المقال تذكرت «جوازي» الأخضر البراق الجميل القابع في «درج مكتبي» وتذكرت كلمات الشاعر: شلونك عيني شلونك... قد شفت عيون أنا والله ماكو أحلى من عيونك.