شدد متخصصون في التعليم وعلم الاجتماع والنفس، على أن قرار وزارة التعليم الذي قضى بعودة التعليم إلى المدارس بعد نحو أكثر من سنة كاملة على اعتماد التعليم عن بعد، لن يلغي الاتكاء على التقنية الرقمية التي اعتمدت في ظل التعليم عن بعد، مع توقعهم أن تحدث العودة إلى المدارس تغيرات جذرية ستنعكس على المنظومة التعليمية، عبر التوازي بين تطوير التقنية الرقمية والحفاظ على طباعة الكتب، إضافة إلى تقليص الأنشطة الرياضية والاجتماعية والفنية داخل المدارس والجامعات من خلال إعداد برامج بديلة تسهم في الحفاظ على الصحة العامة للطلاب والطالبات.

تواصل سريع

أفاد محمد الرويلي، وهو إخصائي تربوي في حديثه لـ«الوطن» أن «التعليم عن بعد فتح آفاقًا كبيرة للطلاب والأهالي خلال الفترة الماضية، وجعلهم أكثر فهما لأهمية التعاملات التقنية مما ساعد المعلمين على التواصل السهل والسريع».

وأضاف «عودة الدراسة حضوريًّا لن تقلل من استخدام التقنية، بل سيكون حضور هذه الأخيرة فعالًا في عدد من المواد التي لا تحتاج إلى كتب مطبوعة، مثل المواد النظرية».

وأشار عايد إلى أن «التعليم الحضوري لا يتعارض مع المنظومة التعليمية في المملكة التي تبحث دائمًا عن تطوير التعليم في المجال الرقمي والتقني بشكل خاص لرفع مستوى الوعي بأهمية التقنية مع الحفاظ على طباعة الكتب لجميع المراحل للمساعدة في فهم كثير من المواد العملية، كما ستكون المرحلة القادمة أكثر تطورًا في المجال الرقمي لجميع المراحل الدراسية».

موازنة الاحتياجات

أكدت الإخصائية الاجتماعية ريهام الغامدي في حديثها لـ«الوطن» أن «العودة إلى المدارس اكتسبت في ظل استمرار جائحة كورونا معنى جديدًا، حيث ظهرت مخاوف جديدة لدى الأهالي وغيرهم من المسؤولين عن رعاية الأطفال، لذلك يجب على المدارس الآن الموازنة بين الاحتياجات التعليمية والاجتماعية والعاطفية للطلاب، إلى جانب مراعاة صحة وسلامة الطلاب والموظفين».

وأضافت أن «في المرحلة القادمة قد تلجأ المنظومة التعليمة إلى اتباع الأنماط التعليمية الثلاثة، وهي:

ـ الدراسة عن بُعد، من خلال إعطاء بعض الدروس عن بُعد في هذا النموذج، وذلك باستخدام التكنولوجيا وأدوات أخرى.

ـ التعليم الحضوري.. وهذا النموذج مشابه للتعليم التقليدي لكن مع تحسين احتياطات وإجراءات الصحة والسلامة.

ـ نمط التعليم المزدوج: ويتضمن هذا النموذج عناصر من كلا النمطين السابقين، أي التعليم عن بُعد والتعليم الحضوري.

وقد تتبع المدارس نمطًا واحدًا أو أكثر خلال السنة الدراسية في ظل استمرار الجائحة».

وتابعت «الاستعداد لمجموعة متنوعة من الأنماط التعليمية قد يساعد الأهل والطفل على التأقلم ويخفف قلقهم.. في كل حالة، هناك عدة خطوات يمكنك اتخاذها لتقليل خطر التعرض لكوفيد 19، ولمساعدة الطفل على الشعور بالأمان، ولاتخاذ قرارات مستنيرة خلال الجائحة، وبما أن هناك كثيرًا مما لا يزال مجهولًا عن الفيروس، فإن الجهات المسؤولة عن التعليم في كل منطقة تتخذ قرارات متنوعة مع اقتراب موعد انطلاق العام الدراسي الجديد».

الأنظمة الغذائية

أشارت إخصائية التغذية مرفت قارئي إلى أن «عودة الدراسة حضوريًّا تبدو خطوة فعالة للطلاب والمعلمين من خلال إشعارهم بعودة الحياة إلى طبيعتها، لكن الأمر حتمًا سيبدو مختلفًا من خلال وضع عدد من الأنظمة والقوانين الجديدة للحفاظ على سلامتهم، ومن أهم تلك القوانين، الأنظمة الغذائية في المقاصف والمطاعم داخل المدارس والجامعات، فلن نرى ازدحامًا وطوابير متراصة مثلما كنا نرى في الماضي، بل سيكون هناك مسارات منظمة لطلبات الأطعمة، إضافة إلى الاهتمام بالسلامة الصحية للأطعمة من خلال التغليف والحفظ الآمن أكثر من السابق.

وأضافت أن الجائحة وضعت معاير صحة عالية ستسهم في السنوات المقبلة على الحفاظ على القوانين والأنظمة الصحية الجديدة في جميع المرافق التعليمية وغيرها بذات النهج، لذا ننصح الأهالي بالاهتمام بنظافة أبنائهم عند الذهاب للمدرسة وتقديم للأطفال واجبات منزلية للحد من الازدحام والانتظار.