قبل سنوات طلب مني محافظ أملج السابق زياد البازعي أثناء مهرجان سياحي ، تقديم محاضرة تاريخية تعريفية عن سوق الليل في محافظة أملج، فكانت المعلومات التي عندي غير مكتملة.

بحثت وسألت كبار السن فخرجت بمعلومات كثيرة ومتعددة عن السوق بقيمته التاريخية والتراثية وعبق وذكريات الماضي ببساطته الجميلة التي تمتد لعشرات السنين، منذ أن كان يستمد ما يعرض فيه من أساسيات ومواد تجارية قادمة عن طريق البحر، أو مستخرجة من البحر أو قادمة من سكان البادية.

لذلك كانت السلع المعروضة عبارة عن مسلتزمات الصيادين، وما يستخرجه الصيادون من البحر كالأسماك، وخاصة السمك الناشف «الكشاط» والبصر.. وكذلك اللحم والأقط والسمن والدقيق والدخن والزرعية والملابس والأقمشة وغيرها.

أما لماذا سمي سوق الليل بهذا الاسم؟، فتعددت الآراء والمعلومات، فأحد الرواة قال لي إنه يقام في الليل مضاء بالفوانيس أو الأتاريك من أجل أن تتسوق النساء ليلًا حتى لا يعرفن وليكون لهن سياحة وشراء.

وبعض الآراء قالت إنه سمي سوق الليل من أجل الصيادين وبيع ما يقدم إليهم ويشترون سلعهم التموينية، وخاصة أن موقع السوق بجانب ميناء أملج،وبجانب سوق الرقعة السوق الأساسي لأهالي أملج قديمًا، ولقد أعيد ترميمه ليكون مهيئًا لاستقبال الزوار والسياح.

ويستشعر السائح في سوق الرقعة والليل الكائن في وسط المدينة، الماضي الذي عاشه سكان أملج قديمًا، ويحتوي السوق حاليا على دكاكين تجارية تبيع التحف والملابس القديمة، بالإضافة إلى المنتجات المحلية مثل السمن البري والأقط والسمك الناشف «الكشاط» والبصر وغيرها من المنتجات المعروضة في السوق.

ويشهد سوق الليل والرقعة إقبالاً من الزوار والسياح للتصوير في الدكاكين القديمة،بطابع بنائها القديم الجميل، ولشراء الهدايا التذكارية والتحف التي تكون ذكرى لرحلته إلى أملج الحوراء،التي أولت الهيئة السعودية للسياحة اهتماما خاصا بها، وجعلتها إحدى الوجهات السياحية ضمن برنامج «صيف السعودية»، الذي أطلقته تحت شعار «صيفنا على جوك».