للمرة العاشرة والكتاب يكتبون عبر الصحف المحلية عن تلك الإبل ليست السائبة بل هي المسيبة، فبتاريخ الإثنين 8 محرم 1443هـ - 16 أغسطس 2021 نشرت جريدتنا الأولى «الوطن» مقالا بعنوان (يا أصحاب الجمال السائبة أين الضمير) بقلم أخي الفاضل محمد عبدالرحمن القبع، قال فيه: كثيرًا ما نقرأ ونشاهد بأم أعيننا الحوادث والانقلاب لكثير من السيارات والسبب هذه الجمال السائبة وبسببها ذهبت أرواح بشرية كثيرة بسبب إهمال أصحاب الإبل غير المبالي بحياة الآخرين.. إلخ.

هنا أقول: لا أحد يجهل الآلام والمصائب التي تسببها الإبل المسيبة في الطرقات الطويلة خاصة؛ نظرًا لما تحدثه من ضحايا بالجملة إذ أنها تحصد أرواح عوائل كاملة أو يهلك البعض ويصاب البعض الآخر بعاهات دائمة تشغل الأهل وتشغل أسرة بالمستشفيات هي بأمس الحاجة إليها وتهدر أموالا لا تحصى لدرجة أن الإبل المسيبة أصبحت جزءًا من الإرهاب أو القتل العمد أو القنابل الموقوتة لأنها غالبًا ما تفاجئ مرتادي الطرقات وخاصة في الليل، فكم من النساء ترملت، وكم من الأطفال تيتموا وكم من البيوت أقفلت لتنعق بها البوم وتعشش بها العناكب.

وقد أشبع هذا الموضوع ولن يشبع بالكتابة عنه حتى لقد صدر أمر وزير الداخلية سابقًا الأمير نايف -رحمه الله- ونشر في الصحف المحلية يوم الجمعة الأول من الحجة 1424 تضمن توجيهًا إلى إمارات المناطق والمراكز لتتولى ضبط وحجز الإبل التي تشكل خطورة على مرتادي الطرق وأخذ تعهدات على أصحابها باستخدام الحزام العاكس على جميع الإبل وإشعار المالك بمسؤوليته إذا ترتب عليها حادث، وقد كتب كثير عن هذا الموضوع وأنا من ضمن من كتب مرارًا لعل وعسى أن يهتم أصحاب تلك الإبل بحياة الناس وأسرهم.

ولكن وحتى اليوم لا تزال الدماء تسيل على الطرقات بسبب تلك الإبل المسيبة ولا ذنب لها وإنما من يتولاها ويملكها هو المسيب لها لتقتل البشر الآمنين السائرين في طرقهم وتراهم ينتظرون وصولهم للبلد التي قدموا إليها ويحسبون الدقائق قبل الساعات وغالبًا فيها من ينتظرهم فيفاجأون بحصول الحادث.

يا ترى متى تجف تلك الطرقات من دماء ضحايا تلك الإبل ومتى يستيقظ ملاكها ويحسون بالآلام التي تتلو تلك الحوادث ومتى تنزل الرحمة في قلوبهم أو متى يجعلون الخوف من الله أمام أعينهم، ولعل وزارة الداخلية وعلى رأسها الأمير عبدالعزيز بن سعود يؤكد ما سبق أن أصدره الأمير نايف بهذا الشأن لحفظ الأنفس البشرية البريئة، والله الموفق والهادي.