لطالما عشقت ليالي نجد، ولطالما ترنمت بقصيدة دايم السيف

«ليالي نجد ما مثلك ليالي ... غلاك أول وزاد الحب غالي

ليالي نجد للمحبوب طيبي ... أمانة نور عيني يا ليالي»

وعندما أعلن رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه، المستشار تركي آل الشيخ، إطلاق موسم الرياض 2021، يوم 20 أكتوبر، بمساحة تصل إلى 5.4 ملايين متر مربع، مكوّنة من 14 منطقة، مشيرًا إلى أنه يشتمل على 7500 فعالية، تتضمن 70 حفلة غنائية عربية، و6 حفلات غنائية عالمية، إضافة إلى 10 معارض عالمية، و350 عرضًا مسرحيًّا، و18 مسرحية عربية، و6 مسرحيات عالمية، بالإضافة إلى بطولة واحدة للمصارعة الحرة، ومباراتين عالميتين، و100 تجربة تفاعلية، إلى جانب 200 مطعم و70 مقهى تناسب بتنوعها أذواق الحضور والشرائح العمرية كافة، لينتقي الكل ما يروق لهم وفق أذواقهم واهتماماتهم.

وشدني الحنين إلى ليالي نجد، خصوصًا بعد حالة الاكتئاب التي مررنا بها مع جائحة كورونا، والترسبات النفسية التي جعلتنا بحاجة إلى ليالٍ هانئة تمحو تلك الذكرى السيئة التي مررنا بها خلال العامين الماضيين.

وتذكرت موسم الرياض الذي مضى، وتلك الفعاليات التي أعادتنا إلى الوضع الثقافي والاجتماعي والسياحي الذي يستحقه وطن كالمملكة العربية السعودية له مكانته المرموقة بين دول العالم، وما يملكه من مقومات تجعله وجهة للعالم في كل المجالات ومنها الترفيه والسياحة والثقافة.

إلا أنني كنت أتمنى وما زلت أن تكون ليالي نجد وموسم الرياض الجديد خاليًّا من أي شوائب قد تعطي الفرصة للحاقدين أو أصحاب الفكر المظلم أن يوجهوا سهامًا مسمومة لأغراض ليس من أهدافها الإصلاح وإنما التشويش والتهميش والتضليل والتلبيس على المجتمع، من خلال استغلال بعض التصرفات الشاذة من قلة من الجهلاء وضعاف العقول، وتضخيمها وتهويلها وجعلها فزاعة لتحذير الناس من فساد مزعوم، واختلال للقيم، وهدم للأخلاق، وغيرها من المصطلحات الكبيرة التي قد لا يعرف معناها أكثر من أشرنا إليهم.

لذا فإن من ما نأمله من منظمي موسم الرياض 2021 أن يُضمِّنوا الخطة التنفيذية للموسم إستراتيجية واضحة لإدارة المخاطر، ومواجهة تلك السهام التي أشرت إليها، وذلك عبر سلسلة من الخطوات التي تتضمن الرصد للتصرفات الشاذة والممقوتة اجتماعيًّا وتربويًّا، وإيقافها ووأدها في محلها، والعمل من خلال الاستفادة من المقارنات المرجعية لأفضل الممارسات الإدارية في إدارة الفعاليات، وإدارة التوقعات، ورسم الخطط الاستباقية لمواجهة أي عارض قد يعكر صفو ليالي نجد الجميلة.

وما أشرت إليه من أهمية إدارة المخاطر هو من أولويات التخطيط الإستراتيجي، وهو من مكونات تحليل البيئة الخارجية للمنظمات حيث لا بد من دراسة التهديدات بدقة واقتناص الفرص الملائمة والاستفادة من كل المصادر المتاحة لتحقيق أهداف ليالي نجد.

نحن ننتظر أن تقدم ليالي نجد مزيجًا من التنوع والتشويق والعصرية، لجعل الرياض حاضنة رائعة، ووجهة مفضلة، ومساحة للتنوع في الحضارة والثقافة بما توفره للسكان والزوار، فضلًا عن المساهمة في تحقيق أهداف وطنية كبرى، كرفع مستوى صناعة قطاع الترفيه وزيادة حجمها، واستحداث فرص العمل، ونمو العائد الاقتصادي.

ونعود لقصيدة دايم السيف ليالي نجد ونذكر منها هذا البيت الرائع (والى من الزمان اشتد حره.. لقيت بقرب مظنوني ظلالي)، ونقول نحن نستظل بوطننا العظيم، وقيادتنا، وشعبنا الرائع الذي وفرت له القيادة كل سبل العيش الكريم، ليهنأ ويعيش ليالي جميلة مليئة بالحب، والجمال، والترفيه والسعادة بإذن الله.