الشيم والقيم في منطقة عسير سراة وتهامة، متجذرة في أعماق النسق الاجتماعي منذ زمن بعيد، وتُعرف بأنها كل الممارسات النبيلة المستترة في الضمائر الحية أو الظاهرة علنا، لضبط إيقاع الحياة بتوافق عجيب، وبقيت حاضرة حتى اليوم، تنثر عبيرها المحمل برائحة الأرض، وأصالة العادات، وأفراح مواسم الحصاد، على المجالس والأسواق والمزارع والدروب، وفي جميع المناسبات المختلفة، إلى جانب التعايش المتوازن مع منظومة البيئة المحيطة دون ضرر أو إضرار.

وإذا كانت الشيمة تعني الطبيعة والسجية لأعمال الخير والبناء والتطوع، فإن القيم تُطلق على كل ما له قيمة وقدر من الأقوال والأفعال للإنسان. وقد يكون الشاعر السعودي محمد السنوسي، رحمه الله، أجمل هاتين الصفتين في هذا البيت الشعري، حين قال:

«إن الحضارة أسماها وأعظمها

ان تٌحسن المشي فوق الأرض إنسانا».

فكلما أحسن الإنسان، وعزز رسالته الإنسانية في الحياة، وأستشعر واجباته نحو وطنه وولاة الأمر، كان الخير والبناء والأمن والقوة والحضارة ورغد العيش، وهي من أساسيات الشيم والقيم.

وحين حطت إستراتيجية عسير «شيم وقمم» رحالها على حدائق القلوب، ونبضاتها المفعمة بالحب والولاء لخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين، حفظهما الله، استأثرت بحيز كبير من أحاديث ونقاشات أبناء المنطقة حول هذا التحول التنموي السياحي النوعي الكبير، وخرج الناس، في مساء يوم أبهاوي ربيعي، يرددون التهاني فيما بينهم، ويصافحون بشائر مستقبل مشرق وواعد، بحول الله، ويسطرون على صفحاته كلمات وفاء ومحبة.

هذه الإستراتيجية بمجملها ستكون ملهمة ومحفزة لأبناء وبنات وطننا الحبيب.

جيل نشاهده اليوم، يصطف على بوابات العزم والحزم، للمشاركة في البناء والنهضة للسعودية العظمى.

إنه وطن يستحق البذل والعطاء، وقيادة تعطي بسخاء، وشعب سعودي كله إصرار وفداء.