وأخيراً كان يوم الأحد 17 أكتوبر من هذا العام 2021، هو يوم تخفيف الإجراءات الاحترازية، بناء على ما رفعته الجهات الصحية المختصة، ونظراً للتقدم في تحصين المجتمع، وتراجع عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا ولله الحمد.

كان من أهم عناصر قرار الجهات المختصة بالسعودية، هو عدم الالتزام بارتداء الكمامة في الأماكن المفتوحة، وهو في اعتقادي يحمل دلالة رمزية، لا تعدلها أي دلالة، وقد شبهتها بالفرحة عندما تطل العروس بوجهها الحسن ورفع الطرحة يوم زفافها، ومثلها فرحة نزع الكمامة، التي أشعر أنها مميزة وتمس الوجدان كرفع طرحة العروس، وتضفي أجواء من السعادة الممزوجة بالشوق للقاء الأحباب، وعودة الأجواء الاجتماعية لما قبل جائحة كورونا.

كان من أشد لحظات الفرح الاجتماعي بالمملكة، كلمات إمام الحرم المكي وحثه المصلين على التقارب بعد التباعد، وصور نزع ملصقات التباعد التي انتشرت في وسائل التواصل، والتي أثلجت قلوب كل المسلمين في شتى أنحاء المعمورة، وأعادت الاطمئنان، ونشرت أجواء الفرح والسعادة والتفاؤل.

وفي سياق فرحتنا بتخفيف الإجراءات الاحترازية، نستذكر جهود الأبطال في كل الوزارات التي عملت بجد، وكانت في أعلى درجات الجاهزية، وفاقت نتائجها توقعات المستفيدين، وكانت وزارة الصحة تتوج إنجازاتها بإنجاز مميز كل يوم، حتى بلغ مجموع الجرعات المعطاة أكثر من «44» مليون جرعة لكل فئات المجتمع، لكل الجنسيات، ولكل الأعمار، ودون أي مقابل، وتمت عمليات التطعيم في أجواء مفعمة بالتنظيم وحسن استقبال الجمهور، ووفق أحدث النظم التقنية في العالم، وكان لتطبيقات توكلنا وصحتي واعتمرنا، أدوار رائعة لفتت أنظار العالم، وصارت نموذجاً يُحتذى به في كل الدول.

وزارة الداخلية كعادتها خلال الأزمات كانت صمام الأمان، الذي يوفر البنية التنظيمية والقانونية الضامنة لنجاح الإجراءات الاحترازية منذ بداية الأزمة، وكان للحزم في تطبيق العقوبات على المخالفين دور مؤثر، في عبور الأزمة ولله الحمد والمنة.

وبذلت وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان، جهوداً في التخطيط والتنظيم والرقابة على الجهات الخدمية، وتطبيق الاحترازات والتأكد من تنفيذ المتطلبات الطبية الاحترازية، و أسهمت جهودها المضيئة في نجاح التطبيق، وعلى مستوى عال من الكفاءة والفاعلية، ولنا وقفة مستقلة بإذن الله مع وزارة التعليم وجهودها خلال الجائحة، كان لكل الجهات الحكومية والخاصة، أدوار مضيئة ومميزة خلال الجائحة، أسهمت في نجاح احتوائها، والرجوع للوضع الطبيعي.

لنعد لطرحة العروس والأعراس والليالي الملاح، وقد نص القرار الجميل على السماح بإقامة وحضور المناسبات في قاعات الأفراح وغيرها دون تقييد للعدد، مع أهمية التأكيد على تطبيق الإجراءات الاحترازية، وهو قرار كان ينتظره الكثير من العائلات التي تريد أن تقيم أعراسها بالأجواء الاحتفالية نفسها، ما قبل جائحة كورونا، وعلى وجه الخصوص الفتيات، وما كن يرسمنه من لوحات الجمال في ليلة العمر، وكانت الإجراءات الاحترازية الصدمة، التي جعلت الكثيرات منهن يؤجلن الزفاف حتى تنقشع الغمامة البائسة لكورونا.

ها نحن اليوم نعود بإذن الله للأفراح، ولتهنأ الفتيات والأمهات بأعراس مفعمة بالحب، واللقاء بالأحباب، ودون تقييد للأعداد، ودون أن يعتب أحد «ليه ما عزمتونا»، وسيعود الجميع لقاعات الأفراح وهم بأكمل زينة، وأحلى طلة، ويستمعون لأعذب الألحان، يهنأون بأفراحهم وهم مطمئنون بأن الوطن خلفه قيادة تخطط وتنفذ وتقيم بكل احترافية وتوازن، وتطبق أعلى معايير الجودة في العمل، وتعمل ليل نهار على أمن ورفاهية مواطنيها، والمقيمين على أرضها وزوارها.

وألف مبروك رفعة طرحة العروس.