1ـ يا وزير الصحة «استرازينيكا»

تعامل وزارة الصحة مع جائحة كورونا لا ينكره جاحد، فكيف بالشاكرين.

نعم نشاهد الآن ارتفاعات يومية في أعداد الإصابات، وهو شيء مقلق إذا استمر على هذا النحو، مع تهاون البعض في تلقي اللقاح أو الجرعات المعززة، أما إذا نظرنا إلى ما يدور في العالم، فمثلا في أمريكا في يوم واحد حدثت مليون إصابة، وفي بريطانيا في أسبوعين حوالي مليوني إصابة، ومع الأخذ في الاعتبار عدد السكان يظل عدد الإصابات عندنا مقبولًا، على الرغم من توقع تضاعف الأعداد، ولهذا لا بد لنا كمواطنين أن نكون عونا لأنفسنا، فالسلامة هي لنا قبل أن تكون لمكون معنوي نكن له التقدير اسمه وزارة الصحة.

اعقلها وتوكل، هذا هو شعارنا، لا يخفى على وزارة الصحة الإشاعات التي تدور في الميديا، وهي تنوه عنها بين حين وآخر، وحيث إن الأمر يتعلق بالصحة والتي هي تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى، لذا فمن الضروري استمرار التوعية وعدم التوقف.

ومن العناوين الكبيرة للشائعات في هذه الأيام ما يخص تطعيم الأطفال، وما ينشر أن هناك أطفال تضرروا وبشكل خطير، وأتمنى أن توضح لنا وزارة الصحة وبالذات عن الحالة المتداولة، فإذا كانت الصحة على رؤوس الكبار تاج، فإنها لأطفالنا تاج رفيع لا يحتمل عدم العناية به أو التنوير في كل ما له علاقة بتطعيمهم، وبكل التطورات التي قد تحدث.

وبالمناسبة أحب أن أوضح لوزارة الصحة أن هناك من تطعم بلقاح استرازينيكا جرعتين ومنهم ابنتي، وهي من نقلت إلي هذه المعلومة، وبالتالي هنا التساؤل، تقول إنها حاولت أن تأخذ الجرعة الثالثة المعززة من نفس اللقاح وهو متوفر، وعندما تسجل لأخذ الجرعة الثالثة المعززة يصرون أن يعطوها لقاح فايزر، وهي تقول وربما هذا تساؤل على لسان كثيرين، طالما هذا اللقاح متوفر، لماذا لا يكون معززًا لمن تطعم به مسبقًا، بدلا من أن يعطوه كجرعة أولى أو معززة لجرعات فايزر مثلا، وأنا أؤكد على كلامها، وأتمنى أن يوجه من تلقى التطعيم باسترازينيكا إلى المراكز التي يتوفر فيها، ولا داعي لتعلية مخاوف الناس مما يجعلهم يحجمون عن تلقي الجرعة الثالثة، فهم قد أربكتهم المعلومات، ويريدون أن يشعروا بالأمان وهم يتلقون الجرعة الثالثة.. أتصور أمر بديهي وبسيط ولا يحتاج لتفكير عبقري.

2- تعبنا والتعب راحة

هناك أغنية للفنان عبدالرب إدريس، يقول فيها «تعبنا والتعب راحة معاكم يا حبايب ومهما في الهوي ذبنا علينا فرض واجب»، والحقيقة حلو الكلام، ولكن لم يوافق شن طبقة.

نعم تعبنا، ولكن التعب أبدًا ما كان فيه راحة، وهنا أعني أصحاب الأعمال الصغيرة دون تحديد، بما في ذلك من عنده منشأة عقارية يؤجرها، أو بقالة نصف كم، يبيع فيها بعض ما خف وزنه وهبط ثمنه، ونتيجة عوامل كثيرة تتعرض هذه المنشآت إلى ضغوط صعبة، فبعض الإخوان في بعض الإدارات الخدمية، رأسهم وألف حيط لازم يصكك بمخالفة وعينك ما تشوف النور.

النظام مطلوب والعقوبات لازمة، لأنه من أمن العقوبة أساء الأدب، ولكن سأعيد مثلاً كررته عدة مرات ولكن اليوم مع التعديل، وهو تكاثرت الظباء على خراش، ولم يدر خراش كيف يصاد، فلا ظباء حقيقية ولا أرانب إنما هو هنا اسم مجاز للعقوبات التي انهالت على رؤوس المؤسسات وبالذات الصغيرة منها، التي سقف آمالها هو كما القول الشعبي «نواية تسند الزير»، يعني بعض الدخل البسيط الذي يكفيه عوز مدّ اليد كل كم شهر لصديق، وتكفى يا أبو فلان ألاقي عندك قرشين ثلاثة أقضي فيها حق الزنبيل.

نعم كثير ممن أتعبتهم الغرامات المتكاثرة يضطرون لمد اليد للاستدانة لتمشية الحال، وقد تتراكم هذه الغرامات، وفي هذه الحالة فهو بين أمرين أحلاهما مر، فإما يستدين ليسدد على أمل لعل وعسى أو لعل وعصا، أو يغلقها ويبيع ما تبقى ليسدد الدين هذا إذا كان الموجود يساعد، ويظل يضرب كفًا بكف على وفاة حلمه الصغير، فالغرامات فوق ما في تحت، وبعدين ما تأمن أنه في اليوم الواحد قد تصلك عدة مخالفات، تخلي فيوزك ولو ألماني وأصلي ينحرق بلحظة، وكثير منها على «غير سنع».

يحكي لي صديقي فلان أن صاحب دكان وهو ينزل بضاعةً من السيارة إلى داخل المحل، ووضع بعضها على مدخل المحل لكي يدخلها على مراحل، ما يدري إلا والمراقب كجلمود صخر حطه السيل من علٍ، وبيده الورقة والقلم وسلمه المخالفة الزغنطوطة بعشرة آلاف ريال، طيب ليه، يرد عليه وبوزه ممدود شبر أو فتر ما تفرق، ويقول ليش البضاعة برا، طيب ياعم صبرك إحنا بنعمل على إدخالها، لا ما يصح، تدفع يعني تدفع.

ويقول صاحب الشكوى والمراقب محمر عينه فيني أتخيلته حكم كورة، وخاصة الذين ينفشون ريشهم على بعض الفرق التي «على قد الحال» ويتركون التي عال العال، وخشيت أن يعطيني كرتًا أحمر ويحرمني من «اللعب»، أقصد من السوق، وما عاد أقدر أبيع ولا أشتري، مع أن الدكان صار ما يجيب همه.

ويقول صديقي فلان، إن صديقًا آخر اضطر يخرج من المكتب الذي كانت فيه المؤسسة لأن المالك محتاجه، وصار يدور مكتب يتماشى مع أوضاعه المتعتعة، وفجأة حصل تفتيش على المكتب القديم، واتصلوا عليه وينك، فحكى لهم الحال، وعلى طول وبكل ذوق ونعومة وأخلاق طجوه مخالفة بعشرة آلاف ريال.

الغرامات تحتاج إعادة النظر فيها كمًا وتنفيذًا، وكما قلت في مقال سابق وأكرر:

تنفيذ وضبط المخالفات يحتاج إلى آلية بصيرة وليس فقط لعين مبصرة، وهكذا تئن المؤسسات الصغيرة من تراكم تلك الغرامات التي بعضها يستحق التندر.