فرق دقيق بين من يؤمن بنظرية المؤامرة، ومن يتعمق في الأمور؛ على سبيل الاعتبار، أو على سبيل آخر، يراه صاحبه مناسبا له، لا لغيره، على أقل تقدير.

غابت هذه الفترة أخبار «كورونا»، وحل محلها متحوره المستجد، وخلفه غير الصالح، «أوميكرون»، الذي فاقه في التوسع والانتشار، وقسَّم المتخصصين إلى فريقين، ففريق يرى أن نهاية الأزمة قد قربت، وأن الوباء، بفضل الله، تم دحره، وفريق آخر على العكس تماما، وملخص رأيه أن زيادة تفشي «أوميكرون»، نذير بظهور متحورات أخرى، قادمة لا محالة.

الكلام في الجانب الطبي فوق أنه وقف لازم على الأطباء؛ هو ليس هدف المقال، الذي أردت منه تسلية خاطر المصابين والمخالطين والمرشحين، ببعض المكتوبات، ومنها رواية «عيون الظلام»، The Eyes of Darkness، للروائي الأمريكي دين كونتز، والتي تم نشرها عام 1981، وتحدث فيها عن الفيروس القاتل، كمرض عالمي مصدره مدينة «ووهان» الصينية، سببه الرئيسي، هو محاولة إنتاج سلاح بيولوجي عسكري يحمل اسم «ووهان 400»..

الكاتب، دين كونتز، درس في جامعة شبينسبورج بولاية بنسلفانيا، وفاز بمسابقة الخيال برعاية مجلة الأطلسي الشهرية، وبعد تخرجه عام 1967، عمل مدرساً للغة الإنجليزية في مشانيسبورج بنسلفانيا، وأخرج إلى الوجود أكثر من 80 رواية، معروفة بعناصرها المشوقة والغامضة، والمحفوفة بالرعب والخيال والغموض والسخرية، وبعضها في قائمة «نيويورك تايمز» لأعلى الكتب مبيعاً.. في روايته يذكر قصة الأم كريستينا إيفانز التي كانت تعتقد أن ابنها الغائب قد توفي في رحلة تخييم، قبل أن تقودها عمليات البحث إلى اكتشاف حقيقة وفاته، ووجدت في النهاية، أن ابنها لا يزال حيا، إلا أنه محتجز داخل منشأة عسكرية، بعد إصابته بفيروس غامض أطلق عليه «ووهان- 400»، تم تطويره في مختبر في مدينة «ووهان»، وجرى تحسينه عسكريا، ويعد «سلاحا بيولوجيا مثاليا» لأنه يصيب البشر فقط، ولا يستطيع العيش خارج جسم الإنسان لمدة تزيد على دقيقة، والعجيب أنه مع كل الضجيج والإثارة في الرواية، والجزء الفيروسي منها، إلا أنه لم يعلق بشيء، رغم محاولات كثيرين الوصول إليه.

كتاب آخر لا يقل إثارة عن سابقه، عنوانه «نهاية الأيام.. تنبؤات ونبوءات حول العالم»، End of Days: Predictions and Prophecies About the End of the World، من تأليف الطبيبة النفسية سيلفيا بروان، قامت بإعداده مع زميلة لها، عقب انتشار فيروس «سارس»، وبعد نشره عام 2008، وُجهت لها عدة انتقادات جراء التنبؤات التي وردت في الكتاب بسيناريوهات سيئة ستحدث في حال اجتياح مرض العالم، بخاصة أن التنبؤات في الكتاب أشارت إلى أنه قرابة عام 2020، سيغزو العالم مرض يصيب الأجهزة التنفسية للبشر، ويصعب إيجاد علاج لمواجهته، والغريب أنه سيختفي سريعا، ثم يعود مجددا.

أختم بأن أبواب التكهنات مفتوحة، منذ عامين، وما زالت، وقد تظل كذلك لفترة طويلة، والأسلم- عندي- ذكر أنه لا يوجد دليل علمي على صحة هذه التكهنات، مع حسن ظن كبير في أن انتشار الفيروس بهذه الصورة، يجعل من الصعب، «تمام الاعتقاد» أنه صنع خصيصا لاستهدافات خبيثة أو خسيسة، بغض النظر عن كونها اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية.