الدماغ هو العضو الرئيسي بالجسم الذي يقع في الرأس يتحكم في حركات وتصرفات الإنسان والمسئول عن التفكير والوعي، كما أنه يتحكم في وظائف جميع أجهزة الجسم الأخرى من خلال استقبال وإرسال السيلات العصيبة من وإلى الدماغ من خلال العمود الفقري، ويعتمد الدماغ في عمله على مادتين رئيسيتين هما: (المادة الرمادية والمادة البيضاء)،

المادة الرمادية هي مادة تتكون من الخلايا العصبية التي تعمل على استقبال وترجمة الإشارات العصبية الآتية من الأعضاء تتواجد في الحبل الشوكي والطبقة الخارجية للدماغ.

أما المادة البيضاء فهي مادة تتكون من ألياف عصبية تغطيها مادة دهنية تسمى غمد الميالين، التي تعمل على نقل الإشارات العصبية بين الخلايا، وتربط بين أجزاء الدماغ لتعمل بتوافق تتواجد في الجزء العميق للدماغ.

لقد أظهر باحثون من جامعة بازل بسويسرا بقيادة الدكتورة كارولين ريتشيرت والبرفيسور كريستيان كاجوشن أن تناول القهوة (الكافيين) بانتظام ينقص من حجم الخلايا الرمادية بالدماغ، ولكنه تأثير مؤقت ليس له علاقة بقلة النوم، حيث تعود الخلايا لطبيعة حجمها بعد التوقف عن شرب القهوة بعشرة أيام.

كما أكدت دراسة حديثة شارك فيها خبراء من جامعة كامبريدج وجامعة جنوب أستراليا ونشرتها مجلة Nutritional) Neuroscience) أن الأشخاص الذين يشربون أكثر من ستة فناجين من القهوة يوميًا أكثر عرضة لخطر الإصابة بالخرف بنسبة 53%، مقارنة بمن يتناولونها بنسب أقل.

ولهذا نجد غالبًا أن من يتناولون القهوة باستمرار يحتاجون إلى جرعات تخدير أكثر ممن لا يتناولون القهوة، حيث تعمل أدوية التخدير على المادة البيضاء التي تقوم على تثبيط حركة تبادل المعلومات بين مختلف أجزاء الدماغ، فعندما يكون هناك ضرر في المادة الرمادية يحدث خلل في استقبال وترجمة الإشارت داخل الدماغ، كالسيطرةعلى مركز فقدان الوعي؛

ولهذا دائمًا ننصح المرضى المقدمين على عملية جراحية بالامتناع عن تناول القهوة بأنواعها على الأقل يومين متتالين قبل يوم عمليتهم.