تقتضي المهنية في أي تخصص أن يكون المتخصص موضوعيا في الطرح بعيدا عن أهواء الجماهير وطرح «الموضات» الذي يظهر بقوة وما يلبث أن يضمحل ولا تبقى الفائدة الحقيقية.

المهنية هي تناول الموضوعات العلمية أو العملية بجدية وطرح الجديد المفيد، وتناول الأدلة بالنقد والمناقشة.

المهنية اليوم تحارب من قبل «الشعبوية»، الشعبوية تكافأ من خلال اتباع المخلصين للشعبوي المشهور الذي يتدثر بغطاء المهنية في أي تخصص.

اليوم نرى مثلا بعض المحامين شعبويين ذوي أتباع، ونرى أطباء شعبويين ذوي أتباع.. إلخ. هذه الفئة في الغالب تأتي بما لم يأت به الأوائل، ويضربون بالمهنية عرض الحائط في سبيل إرضاء الجمهور وكسب الأتباع، ولهذا مكاسب مادية لا تخفى على أحد.

«الشعبوي» هدفه الجماهيرية، والجماهيرية لا بأس بها إذا جاءت من خلال جهود علمية وعملية مشهودة، لا عبر إثارة موضوعات لأجل إثارة المجتمع فقط. وإن كانوا أحرارا في الطرح، إلا أن الوضع الأخلاقي غير مقبول، ناهيك عن أن بعضهم قد خالف القانون، وأسهم كذلك في تشويه سمعة بعض المهن لدى الجماهير.

ينبغي لكل الهيئات المهنية أن تقف وقفة جادة تجاه المهنيين «الشعبويين» الذين يستغلون شهرتهم في التجاوزات الأخلاقية غير المقبولة أو في ما يقدم مفتعلا إثارة لا علاقة لها بالجانب المهني أو العلمي للمهنة.