في وقت يختلف كثيرون حول دقة ما يقال إنه تحليل للشخصية من خلال توقيع أو خط يد صاحبها، يرى متابعون أن هذا التحليل علم قد يندرج من ضمن (الفراسة)، وهي بحسب رأيهم علم لا يدرس، بل يعد من السمات والصفات التي عرف بها العرب منذ مئات السنين واشتهر بعضهم بها على نحو لافت، وهي وإن كانت لا علاقة لها بالخط، إلا أنها كانت بدورها تركز على علامات يتم الاهتداء بها للوصول إلى معرفة أمر ما، ومنها مثلا تتبع الأثر المعني بدراسة حركة الإنسان والحيوان على الرمال، ومنها كذلك استخدام حاسة النظر للحكم على الأشياء كتمييز الخيول العربية الأصيلة من غيرها، ومنها كذلك معرفة الأنساب وغيرها.

بداية قديمة

عرف تحليل الشخصية من خلال الخط والتوقيع كعلم بداية من القرن الـ19 الميلادي، ونسب هذا العلم للفرنسيين لأنهم هم الذين أسهموا في أصوله وقواعده.

ويرى المعتقدون بصحة هذا العلم أنه يمكن من خلال الخط فهم الشخصيات على نحو أولي وليس نهائيا، ويمكن عبره التعرف على طباع وصفات من هم حولك بالمنزل والعمل والأصحاب، ويرى بعضهم أنه لا بد من التعمق في دراسته والاستمرار وتكرار تحليل شخصيات عدة ليمتلك المحلل خبرة التعامل مع هذا الفن.

وتعرف الشخصية بأنها ما يشمل باطن وظاهر الإنسان، وقد عرفها علماء النفس بأنها مجموعة ما لدى الفرد من استعدادات ودوافع ونزعات وشهوات وغرائز فطرية وبيولوجية وكذلك ما لديه من نزعات واستعدادات مكتسبة.

قراءة المخ

عُرفت دراسة الخط أو الجرافولوجي (Graphology)‏ بأنها علم تحليل الشخصية من خلال الصفات الفيزيائية لخط اليد، وهو علم يستخدم للكشف عن الحالة النفسية لكاتب النص -وقت كتابته له- أو حتى لتقييم صفاته الشخصية.

وعلى الرغم من أن الجدل حول ما إن كانت النتائج التي تأتي بها قراءة الخط صحيحة أم لا، فإن مؤيديها يرون في شهادات من أجريت عليهم الاختبارات دليلا كافيا لصحتها واستخدامها.

ويرى المؤيدون أن الخط هو عبارة عن (قراءة المخ) أو قراءة للجهاز العصبي والحركي على الورق لدى الإنسان.

ويقول المستشار الأسري والتربوي الحاصل على عدد من الدورات في مجال تحليل الشخصية من خلال الخط والتوقيع الدكتور ياسر عبدالله، الجرافولي من العلوم المختلف في دقتها، وهو يرتبط بشكل كبير بعلم النفس أو بالحالة النفسية لكاتب الخط، ولقد ظهر هذا العلم منذ القرن الـ19، وهو علم له أصول وقواعد وضعها الفرنسيون، يمكن من خلالها التعرف على أسرار الشخصية.

معرفة من حولك

يضيف آل داشل «الجرافولوجي (علم خط اليد) من العلوم المهمة، فمن خلاله تستطيع بشكل أولي وليس نهائياً التعرف على شريك الحياة، وعلى من حولك، شرط أن تتم دراسة هذا العلم بعمق وممارسته بشكل متكرر ومحاولة تحليل أكثر من شخصية بشكل مستمر يصل الشخص إلى الخبرة التي تمكنه من تحليل الشخصية بشكل سريع ومتقن وهي ضرورية لتعطي ممارسها فراسة بأسرار الشخصية وتفسيرها وتحليلها، ولا بد هنا من التأكيد على أن تعميم الحكم أو الحكم النهائي على شخصية الشخص بأنه سعيد أو انطوائي أو شخصية حادة أو عملية أو نرجسية لا يمكن أن يتأتى دون الحاجة إلى دراسات وأبحاث عدة وفي بيئات مختلفة، ولكن يبقى علم خط اليد معنيا بإعطاء دلالات ومؤشرات أو علامات ومفاتيح بشكل أولي على الشخصية، وهو علم شيق ومهم للتعرف على أسرار من حولك».

استخدام العلم للتوظيف

يرى المدرب المعتمد في مركز الملك عبدالعزيز لنشر ثقافة الحوار التربوي، الحاصل بدوره على عدد من الدورات المعتمدة في تحليل الشخصية من خط اليد والتوقيع عبدالرحمن أحمد آل موتة أن «الجرافولوجي يمكن من خلال الخط والتوقيع من الحكم على شخصية الإنسان من حيث ميلان واتجاه وحجم الخط، وقد اعتمدت عدد من الشركات الكبرى في عدد من الدول الكبيرة على استخدامه في مجال التوظيف، فيما اتجهت بعض الدول للاستفادة منه في مساعدتها على كشف هوية المجرمين».

فائدة

يرى آل موتة أن التعمق بهذا العلم ودراسته على نحو مستمر وتلقي الدورات المعتمدة والموثوقة فيه يمنح الدارس القدرة على التعرف على شخصيته وعلى الآخرين، ويحسن تعامله مع الآخرين عبر فهمه لهم، ففهم ومعرفة النفسيات البشرية مهم لتحقيق الألفة والتوافق معها، إضافة إلى أن معرفة أنماط البشر وكيفية تفكيرهم يحقق التواصل معهم، ويمكن من التأثير فيهم وإبهارهم، حيث يجعل الشخص الماثل أمامك بمثابة كتاب مفتوح.

أصول من الفراسة

يعتقد آل موتة أن جذور الجرافولوجي تعود إلى العرب الذين اشتهروا بالفراسة منذ عصور قديمة، وقال «برأيي أن أصول هذا العلم تعود للعرب، وليس للفرنسيين كما يدعي الآخرون، وإن كان الفرنسيون قد بنوا قواعده وأصوله حسب طرق علمية ودراسات ساعدت على أن ينسب توثيقه إليهم، حيث بات علما يدرّس عكس الفراسة التي كانت تورث من الأب للابن وهكذا».

جرافولوجي

- علم تحليل الشخصية من خلال الصفات الفيزيائية لخط اليد. - يستخدم للكشف عن الحالة النفسية لكاتب النص وقت كتابته.

- يستخدم كذلك لتقييم الصفات الشخصية للكاتب.

- أثار الجدل طوال قرنين من الزمن.

- وضع الطبيب الإيطالي كاميلو بالدو أول كتاب في علم دراسة الخط سنة 1622.

- ظهر علم دراسة الخط في بدايات القرن الـ19 بدأ في الانتشار أواخر القرن الـ19.

في سنة 1927 أنشأت الجمعية الأمريكية لعلم دراسة الخط نشاط الجمعية الأمريكية أدى لاعتراف مؤسسات أكاديمية بهذا العلم.