ظهرت مجالات حديثة خارج نطاق الفهم العقلي مثل علوم الطاقة، وتأثير الأحجار الكريمة، والتخاطر، والفراسة، والأطباق الطائرة السريعة، وقبلها العين والسحر والمس. كل هذه الظواهر يمكن وضعها في بوتقة واحدة، وهي «غير المعقول»، والتي يتناولها علم «الباراسيلوجي»، الذى هناك من يرفض إطلاق كلمة «علم» عليه، لكن يمكن عدّه أبحاثا على أقل تقدير، وهذه المجالات لا يمكن إثباتها أو نفيها، فكلها فرضيات لم تثبت، أو علوم لم نتحقق منها، وربما بعضها دعمه القرآن، لكن بقيتها ما زالت مجالات لم تثبت، وفي المقابل لم يثبت بطلانها أيضا، إذ لا يمكن فهمها وفق العقل الفيزيائي أو قوانين السببية المعروفة التي يدركها الإنسان بشكل ظاهر، والتي لا يمكن أن نقول عنها إنها هي الوحيدة التي تسيطر على الوجود، فهذا الكون بامتداده الزماني الذي بدأ من مليارات السنين، كما هو منتشر بين الفلكيين، وبامتداده المكاني الذي يصل إلى أربعين مليار سنة ضوئية، لا يمكن أن يحوي قوانين السببية أو الفيزيائية المعروفة فقط دون غيرها، خاصة أن الإنسان الذي يتعامل مع هذه القوانين قد بدأ منذ فترة وجيزة جدا في عمر الكون.

وكما هو معلوم، فإن العلماء يتوقعون وجود عوالم أخرى بعيدة عنا، مكانا أو زمانا، وربما يكونون متطورين، وقد وصلنا شيء من قوانينهم، وأحدثت تلك الحالات.

العلم الحديث يقوم على التجريب أو ما يعرف بـ«العلم التجريبي»، وهو العلم الذي رُفضت تلك المجالات بسببه، وهذا العلم كبقية العلوم قد يأتي ما هو أفضل منه، فلا يمكن إخضاع كل شيء للتجربة التي تعتمد على التكرار، خاصة أن هذه القوانين الجديدة قد تفيد المسلمين في إعادة تفسير بعض الآيات الغيبية المرتبطة بأحداث على الأرض كنقل عرش بلقيس، وفي حال انطباقها عليها، فإنها ستصب في الإعجاز العلمي هذا أولا، وثانيا إبعاد التهمة عن القرآن بأنه كتاب أساطير، مما يسهم في دحض الإلحاد، فالتخفيف من هذه الاتهامات بدعم من تلك القوانين هو أفضل للقرآن، خاصة أن أغلب المسلمين يؤمنون ببعض منها كالحسد والسحر، لأنها مذكورة في القرآن. وفي حال عدم إيمانهم، فإنهم سيظهرون بشكل متناقض، فالغرض من هذا كله هو القول إن هذه العلوم هي العلوم المستقبلية التي ستعمل عليها البشرية خارج نطاق المادة، والتي بدأت بعلم «الباراسيلوجي»، السابق ذكره، وبعض الممارسات من قِبل بعض المهتمين بها، وكل هذا لا يعني تبرير التصرفات التي تحدث بناء عليها، حيث يدعي البعض العلاج بالطاقة، لأن هذه علوم لم تثبت إلى الآن.