تمر منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط والبيئة السياسية العالمية بشكل عام بتحديات وقلاقل وتدخلات غير شرعية في بعض الدول إضافة الى اشتعال نيران الحرب التي شنها الكيان الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في غزة، والحرب الأخرى الروسية الاوكرانية، ولم تتوقف دوائر هذه التحديات والصراعات بل أنها في توسع لتشمل مخاطر تهريب وترويج المخدرات والهجرة الغير مشروعة عبر الحدود ومخاطر تهديدات الجماعات الارهابية وغيرها ، هذه الظروف السلبية الخطيرة زادت من تعقيدات وغموض وضبابية البيئة السياسية الإقليمية والعالمية التي في مجملها تفرض ضغوطات ملحة على دول مجلس التعاون الخليجي للأسراع في التوافق على الإنتقال إلى مرحلة جيوسياسية جديدة في المنطقة من خلال الموافقة الرسمية على تأسيس مجلس الاتحاد الخليجي، وذلك وفقا للمبادرة الخليجية التاريخية التي اعلنتها المملكة في عام ٢٠١١م ، من وجهة نظري أن الوقت قد حان كما ذكرت في ظل الظروف الحالية الصعيبة للبدء الفوري في تأسيس وإنطلاقة هذا الاتحاد الخليجي، أن هذا التكتل الخليجي القوي يهدف إلى توحيد جهود وصفوف جميع عناصر القوة الوطنية لدول المجلس في قوالب موحدة ومشتركة في المجالات الاقتصادية، العسكرية، الامنية، الإعلامية، الاجتماعية، الرياضية والثقافية، وسيصبح لدى دول مجلس التعاون الخليجي نتيجة لهذا الاتحاد مركز ثقل استراتيجي رادع ومهيب له وزنه وثقله على الساحة الإقليمية والعالمية، ويكون له قوة مضاعفة ومؤثرة ورادعة لا يستهان بها، تتصدى لكافة التهديدات والمخاطر الحالية والمستقبلية الخافية والمعلنة للدول المعادية أو الخصوم، التي تخطط للنيل قدر الإمكان من امن واستقرار ومصالح ورفاهية أيا من دول وشعوب المجلس، ولكي يكون لهذا الإتحاد ركائز وأسس صلبة ومسار صحيح فأنه لابد من الإتفاق المشترك لدول الإتحاد على رسم خارطة طريق سياسية مشتركة واضحة ومرنة أساسها صياغة إستراتيجية أمنية خليجية مشتركة والمصادقة عليها، تحقق أهداف ومصالح جميع دول الاتحاد الخليجي.

أن القيادات الحكيمة في جميع دول مجلس التعاون الخليجي تدرك أهمية تأسيس هذا الاتحاد لأنه عرف عنهم حكمتهم في التعاون المشترك واتخاذ القرارات الصائبة التي من شأنها تطوير ميثاق وسياسات وقرارات مجلس التعاون بما يتوافق مع المتغيرات والظروف والتحديات الحالية والمستقبلية للبيئة الامنية السياسية في المنطقة والعالم، أن توجيهاتهم السديدة والموفقة تعمل جاهدة وباستمرار على إدامة وحدة الصف والتعاون والتلاحم القيادي والشعبي بين دول المجلس، وذلك للحفاظ على وحدة وأمن واستقرار دول مجلس التعاون والحفاظ على مكتسابته ومصالحه ويهيأ للأجيال القادمة ان تعيش في بيئة تنموية مستدامة فسيحة، تدفعهم ليسهموا في بناء مستقبل طموح بعيدا عن أي مخاطر أو تهديدات تستهدفهم أو تستهدف دول وشعوب مجلس الإتحاد الخليجي.