تبدو أن التغييرات الكثيرة التي طالت معظم المجتمعات بما فيها مجتمعنا، قد وصلت حتى إلى الذائقة، وغيرّت بعض المفاهيم، بما فيها النظرة التقليدية النسائية للذهب، وبتنا نشهد حالة واضحة من عزوف المراهقات على ارتداء الذهب كحلية وزينة، بعدما كان مرادفا لهما في معظم الأوقات وعلى الأخص في المناسبات والتجمعات.

وأسهم هذا التغيير في تحول الذهب إلى فكرة «خزينة بدل الزينة» بعدما باتت المراهقات ينظرن إلى زينته على أنها مجرد موضة قديمة، وتفضيلهن الإكسسوارات الجميلة والرخيصة والتي يرين أنها تواكب العصر أكثر، ناهيك عن اتساع تشكيلتها التي تتوفر بمختلف الأشكال والألوان.

الهدية فقط

تجزم جنى حمد بشر (17 سنة) أن اهتمامها فيما يتعلق بالزينة ينصب فقط على الإكسسوارات المصنوعة يدويا، وتؤكد أنها تحرص على شراء هذا النوع من الإكسسوارات.

وتضيف «لا يشكل الذهب أي أهمية بالنسبة لي».

وتعلق ضاحكة «يمكنني أن أرتديه في حالة واحدة، إن جاءني هدية من الوالد».

خيوط وخرز

بدورها، تفضل نادين ماجد (17 سنة) الإكسسوارات المصنوعة من الخيوط والخرز على الذهب، وتقول «أرى أن الذهب من وجهة نظري الخاصة يناسب كبار السن فقط، ولا يتناسب أبدًا مع لباس المراهقات العصري».

تعلم احترافي

تهتم رغد ماجد (15 سنة) بشراء المكياج وتعلم استخدامه بشكل احترافي على امتلاك الذهب، وتقول «لا يعجبني لون الذهب، وحسب تصوري فإنه ليس أكثر من موضة قديمة».

أما رودينا إبراهيم (14 سنة) فتؤكد أنها لم تزر سوق الذهب، ولا تعلم ما إن كانت ستجد فيه ما يناسبها، مبينة أنها تكتفي بالتزين بالاكسسوارات الملونة.

ولا ترى روز السليم (17 سنة) أنه هناك فارق كبير بالنسبة إليها بين شراء الذهب أو الإكسسوارات، وتؤكد أنها لا تكترث بامتلاك أي منهما.

من جانبها، تتوقع ليان سعيد (16 سنة) أن العمر يلعب دورًا مؤثرًا في ذاقتها الحالية لكون الذهب بعيد عن اهتمامها رغم يقينها بأهميته.

أوفر للعائلات

تقارن والدة نادين ورغد ماجد بين رغبات بناتها ورغبتها ورغبات جيلها حين كن بعمرهن، وتقول «بناتي لا يهتممن للذهب ولا حتى للألماس، وعند إجبارهن على شراء حلي ذهبية فإنهن يخترن الذهب الأبيض والقطع الناعمة القريبة جدًا إلى الإكسسوارات على خلافنا في السابق حين كنا نبتعد ونتجنب قطع الذهب الخفيفة التي لا تحمل صفات الذهب الخالص».

وتضيف «أعتقد أن تغير البنات حاليا جيد ومناسب للأسر، فالإكسسوارات رخيصة وهي تناسب رغبات البنات المستمرة في التجديد والتنويع، ولذا ربما تصطدم رغباتهن بالتجديد بالخسارة التي قد تلحق بهن عند الرغبة في بيع الذهب واستبداله، على عكس الحال مع الإكسسوارات غير المطلفة».

تعبير عن الغنى

توضح نجلاء والدة رودينا إبراهيم أن ارتداء الذهب كان في السابق تعبيرا عن الحالة المادية لمن ترتديه، وتعبير عن غنى عائلتها، لكنه لم يعد اليوم يحمل ذات القيمة الرمزية للدلالة عن الغنى المادي أمام الجوالات والألعاب الإلكترونية وتنوع الإكسسوارات التي تتماشى وتلائم كل الفئات العمرية، وهذا لا يوفر الذهب.

وتقول «في السابق كان الذهب من علامات الأنوثة والثراء، وكان وسيلة يعبر بها الآباء لبناتهم عن المحبة والاهتمام».

ذوق خاص

تبين الأخصائية النفسية في مستشفى الشفاء التخصصي بنجران شادن حمدي أن «لكل امرأة ذوقها الخاص، وكل جيل يختلف عن الجيل الآخر، ومن هذه الاختلافات، الأذواق».

وتتابع «نتيجة مواكبة العصر وانتشار الإكسسوارات الجميلة والرخيصة الثمن واختلاف أشكالها وألوانها أيضًا تكون هي الأقرب والأجمل والجاذبة بالنسبة للمراهقات، وحتى لغير المراهقات، لدرجة أن أغلبية النساء من الأجيال السابقة يستبدلن الذهب بالإكسسورات، وبالتالي يمكن أن نتوقع أن الذهب يتخلى عن مكانته فيما يتعلق بالزينة لصالح منافسين آخرين».

لماذا بدأت المراهقات تفضيل الإكسسوارات على الذهب؟

ـ رخص سعرها مقارنة بالذهب

ـ اختلاف الألوان والأشكال الجاذبة

ـ كونها عملية أكثر من الذهب

ـ تتناسب مع الملابس التي ترتديها المراهقات

ـ تأثير المجتمع الذي تعيش فيه المراهقة

ـ رغبتهم المستمرة في التجديد وهو ما توفره الاكسسوارات

ـ لم يعد الذهب تعبير وحيد عن ثراء العائلة وغناها