تدخل الأسواق السعودية والعالمية أسبوعًا مزدحمًا بالتقارير والمؤشرات المفصلية، الممتدة من الأحد 7 سبتمبر حتى الجمعة 12 سبتمبر 2025، وسط ترقب شديد من قبل المستثمرين وصناع القرار. فبين بيانات التضخم والنمو في الصين وأوروبا والولايات المتحدة، وقرارات الفائدة الحاسمة للبنك المركزي الأوروبي والبنك المركزي التركي، وصولًا إلى التقرير الشهري لمنظمة أوبك، تقف الأسواق عند مفترق طرق قد يحدد اتجاهاتها للفصل الأخير من العام.

وبينما تتأهب أسواق المال العالمية لهذه البيانات، يترقب السوق السعودي تأثيراتها المباشرة، خصوصًا مع حساسية المملكة تجاه تقلبات أسعار النفط وقرارات «أوبك»، إضافة إلى انعكاسات التضخم العالمي على السيولة والاستثمارات الأجنبية.

السوق السعودي وكسر المقاومة


على الصعيد المحلي، أغلق مؤشر تاسي الأسبوع الماضي عند 12.050 نقطة، ومن المتوقع أن يتحرك خلال الأسبوع القادم بين 11.900 نقطة كدعم رئيسي و12.250 – 12.300 نقطة كمقاومة أساسية. وتظل قدرة السوق على تجاوز المقاومة مرتبطة بتحسن أسعار النفط واستقرار السيولة الأجنبية، بينما أي كسر لمستوى الدعم قد يدفع السوق لموجة تصحيح مؤقتة. القطاعات الأبرز التي ستتحرك بقوة تشمل الطاقة والبنوك والبتروكيماويات، في حين يظل القطاع الاستهلاكي أكثر حساسية لتقلبات السيولة وثقة المستهلك المحلي.

الصين مفتاح الطلب العالمي

تبدأ المؤشرات الحاسمة من الصين، حيث من المقرر إعلان احتياطي النقد الأجنبي يوم الأحد، تليه بيانات الواردات والصادرات والميزان التجاري يوم الإثنين، ثم مؤشر أسعار المستهلكين والمنتجين يوم الأربعاء. هذه البيانات ستشكل مقياسًا لصحة ثاني أكبر اقتصاد في العالم، إذ إن أي تباطؤ إضافي في الطلب المحلي أو الصادرات قد يضغط على أسعار السلع الأولية، بما فيها النفط والبتروكيماويات، ويؤثر على الأسواق الخليجية.

اليابان وأوروبا وجدلية النمو والركود

تعلن اليابان، يوم الإثنين، عن الناتج الإجمالي المحلي ربع السنوي، وهو مؤشر حساس لقياس تعافي الاقتصاد من ضغوط الانكماش، بينما تصدر ألمانيا بيانات الميزان التجاري والإنتاج الصناعي. وفي يوم الخميس، يترقب المستثمرون قرار البنك المركزي الأوروبي بشأن الفائدة، والذي سيكون له أثر كبير على أسواق المال الأوروبية وأسواق رأس المال الناشئة، بما فيها السعودية. أي تشديد محتمل من المركزي الأوروبي قد يضاعف الضغوط على الأسواق، بينما التثبيت أو التراجع قد يمنح المستثمرين متنفسًا قبل نهاية العام.

تضخم أمريكا يدعم السعودية

العنوان الأبرز يأتي من واشنطن، مع صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) بشقيه الشهري والسنوي يوم الخميس، إلى جانب مؤشر أسعار المنتجين (PPI) يوم الأربعاء.

هذه المؤشرات ستحدد ملامح قرارات مجلس الاحتياطي الفدرالي بشأن أسعار الفائدة.

ارتفاع التضخم قد يبقي السياسة النقدية مشددة لفترة أطول، بينما تراجع الأرقام سيفتح الباب أمام دورة خفض تدريجية للفائدة، وهو ما سيكون داعمًا للأسواق الناشئة ومنها السوق السعودي.

النفط والبتروكيماويات تحركان تاسي

الخميس سيكون يومًا محوريًا لأسواق الطاقة مع صدور تقرير «أوبك» الشهري، الذي سيواكب بيانات التضخم الأمريكية. ويُتوقع أن تتراوح أسعار خام برنت بين 66 و70 دولارًا للبرميل، بينما يتوقع أن يسجل خام غرب تكساس (WTI) مستويات بين 63 و67 دولارًا للبرميل.

أما أسعار الغاز الطبيعي فمن المتوقع أن تتحرك بين 2.5 و2.8 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، فيما يتراوح سعر البتروكيماويات الأساسية بين 900 و980 دولارًا للطن. هذه التوقعات ستكون المحرك الأساسي لمؤشر تاسي، خصوصًا لأسهم قطاع الطاقة والبتروكيماويات.

نصائح أسبوعية للمستثمرين

ننصح المستثمرين خلال هذا الأسبوع بضرورة التنويع بين القطاعات المختلفة لتقليل المخاطر، مع التركيز على مراقبة تقرير «أوبك» قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية في قطاع الطاقة. كما ننصح بالحذر من التذبذبات المحتملة يومي الأربعاء والخميس مع صدور بيانات التضخم الأمريكية، والحفاظ على سيولة لا تقل عن 15% من المحافظ لاستغلال أي هبوط مفاجئ. وبالطبع، تمثل الشركات القيادية مثل «أرامكو»، البنوك الكبرى، وشركات البتروكيماويات الكبرى نقاط أمان للمستثمرين خلال هذه الفترة الحساسة.

أسبوع يحدد بوصلة المستثمرين

الأسبوع الذي يبدأ من 7 سبتمبر يمثل مفترق طرق للأسواق العالمية، حيث سيعيد تشكيل توقعات التضخم والنمو ويحدد مسار السياسات النقدية الكبرى. أما في السعودية، فتبقى بوصلة المستثمرين مرتبطة بـ 3 عوامل رئيسية: أسعار النفط، قرارات البنوك المركزية العالمية، وتدفقات السيولة الأجنبية. ونجاح مؤشر تاسي في تجاوز مستويات المقاومة يعتمد بشكل كبير على تقرير «أوبك» وبيانات التضخم الأمريكية، مما يجعل هذا الأسبوع من أكثر الأسابيع حساسية منذ بداية 2025.

أهم المؤشرات الاقتصادية المؤثرة:

الأحد 7 سبتمبر: الصين – احتياطي النقد الأجنبي

الإثنين 8 سبتمبر: اليابان – الناتج المحلي، ألمانيا – الإنتاج الصناعي

الثلاثاء 9 سبتمبر: بريطانيا – مبيعات التجزئة، أمريكا – معيار الوظائف

الأربعاء 10 سبتمبر: الصين – مؤشرات التضخم، أمريكا – مؤشر أسعار المنتجين

الخميس 11 سبتمبر: تقرير «أوبك» + قرار الفائدة الأوروبي + بيانات التضخم الأمريكية

الجمعة 12 سبتمبر: بريطانيا – بيانات النمو والتجارة، ألمانيا – التضخم، أمريكا – ثقة المستهلك

عوامل مؤثرة في السوق السعودي:

النفط يرسم بوصلة السوق

البنوك المركزية تحرك الإيقاع

السيولة الأجنبية تصنع الفارق

تقرير أوبك مفتاح المقاومة

تضخم أمريكا يحدد الاتجاه

من أسابيع الحسم في 2025

نصائح أسبوعية:

التنويع بين القطاعات

متابعة تقرير «أوبك»

الحذر من التذبذبات

الاحتفاظ بالسيولة

التركيز على الشركات القيادية